كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
الدوحة – العرب نيوز
أكدت دولة قطر أن المرحلة المقبلة من تنفيذ اتفاق غزة ستكون “صعبة جدًا ومعقدة”، مشددة على أن جهود الوساطة ما زالت مستمرة لضمان التزام جميع الأطراف ببنود الاتفاق الذي أفضى إلى وقف إطلاق النار المؤقت وتبادل الأسرى والرهائن. جاء ذلك في تصريحات رسمية أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، اليوم الثلاثاء، حيث أشار إلى أن ما تحقق حتى الآن يمثل “خطوة مهمة لكنها ليست نهاية الطريق”.
وأوضح الأنصاري أن الوساطة القطرية، التي تمت بالتنسيق مع كل من مصر والولايات المتحدة، تواجه تحديات كبيرة في هذه المرحلة، أبرزها ضمان استمرار الهدوء الميداني وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يعاني من دمار واسع وانهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية. وأضاف أن “المرحلة المقبلة ستتطلب إرادة سياسية حقيقية من الطرفين، وصبرًا من المجتمع الدولي حتى تُترجم الالتزامات إلى واقع ملموس على الأرض”.
وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن قطر تعمل على تثبيت وقف إطلاق النار بشكل دائم، مع السعي إلى فتح مسار سياسي يؤدي إلى تسوية شاملة وعادلة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة. ولفت إلى أن بلاده تواصل التواصل المكثف مع مختلف العواصم المعنية، في محاولة لتذليل العقبات التي تعترض طريق الاتفاق، مؤكدًا أن “الدوحة لن تدخر جهدًا في سبيل إنهاء معاناة المدنيين ودعم الحلول الدبلوماسية”.
من جانبها، نقلت وسائل إعلام دولية عن مصادر مطلعة أن المفاوضات حول المرحلة التالية من الاتفاق تتناول قضايا حساسة، من بينها آليات الإشراف على إعادة الإعمار، وضمان وصول المساعدات دون عوائق، إضافة إلى مناقشة مستقبل الوضع الإداري والأمني في القطاع بعد انتهاء الهدنة.
ويرى مراقبون أن تصريحات الدوحة تعكس حجم التعقيدات التي تواجه الوسطاء، خاصة في ظل انعدام الثقة بين الطرفين وتبادل الاتهامات بشأن تنفيذ الالتزامات. ويعتقد محللون أن نجاح المرحلة المقبلة سيتوقف على قدرة الوسطاء على إيجاد أرضية مشتركة توازن بين المطالب الأمنية الإسرائيلية والحقوق السياسية والإنسانية للفلسطينيين.
وتعد قطر واحدة من أبرز الدول التي لعبت دورًا محوريًا في جهود التهدئة منذ اندلاع الحرب، إذ جمعت بين الأطراف المتصارعة على طاولة الوساطة عبر مفاوضات مكثفة استمرت لأسابيع. ومع ذلك، فإن الدوحة تدرك – بحسب مراقبين – أن الطريق إلى تسوية دائمة ما زال طويلًا، وأن المرحلة القادمة ستكون اختبارًا حقيقيًا لمدى جدية المجتمع الدولي في دعم الحلول السياسية بدلاً من العودة إلى دوامة العنف.


