كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
كشفت بيانات رسمية وتقارير حديثة أن الجزائر تواجه انخفاضاً ملحوظاً في عدد تأشيرات الدخول التي تمنحها لها فرنسا، في خطوة تعكس توتّراً متزايداً في العلاقات الثنائية وعودة سياسة أكثر تشدّداً تجاه سفر المواطنين الجزائريين إلى الأراضي الفرنسية.
وفقا لتقرير صادر عن مجلس الشيوخ الفرنسي، فقد بلغ عدد التأشيرات التي منحتها فرنسا للجزائريين في العام 2024 نحو 250 095 تأشيرة فقط، وهي نسبة أقرب إلى ما دون 200 000 إذا استمر الاتجاه ذاته في 2025.
وبحسب نفس التقرير، فإن معدل الرفض وصل إلى 34.8 ٪ من الطلبات المقدّمة من الجزائر في 2024، وهو أعلى بكثير من معدلات الرفض في تونس والمغرب.
وُجد أن عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين قد انخفض «بأكثر من 40 ٪» مقارنة بعام 2015، ما يشير إلى تغيير جذري في مقاربة باريس إزاء التسهيلات المُقدمة للجزائريين في الدخول.
من جهتها، أشارت جهة رسمية إلى أن عدد التأشيرات الممنوحة في عام 2025 من المحتمل أن «ينخفض بنسبة لا تقلّ عن 30 ٪» مقارنة بالعام السابق، مما يعيد العدد تحت عتبة الـ 200 000 تأشيرة تقريباً إذا تحقق.
الأسباب والدوافع
• العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا تعرف توتّراً تشكّله عدة عوامل، من بينها رفض الجزائر تسلّم بعض رعاياها المقرر ترحيلهم من فرنسا، وهو ما شكّل مبرّراً لإجراءات تشديد التأشيرات.
• باريس أعلنت أن عدم تعاون الجزائر في عمليات الإعادة قد يقود إلى «مراجعة» اتفاقيات الإقامة والهجرة القديمة، بما في ذلك اتفاق عام 1968 الخاص بوضعية الجزائريين في فرنسا.
• من جهة فنية، نقلت وسائل إعلام أن القنصليات الفرنسية في الجزائر باتت تعمل عبر مزود خدمة جديد («Capago International») اعتباراً من مارس/أبريل 2025، ما شكل تغييراً إجرائياً قد يُفسّر بعض التأخّرات أو العقبات الإدارية أمام المتقدّمين للتأشيرة.
الآثار المحتملة
– قد يؤدّي هذا التراجع إلى تعطيل سفر آلاف الجزائريين، سواء لأغراض الدراسة، السياحة، أو زيارة العائلة، في وقت لطالما كانت فرنسا الوجهة الأولى للمتقدّمين الجزائريين.
– من المتوقع أن ينعكس على العلاقات الاقتصادية والثقافية، نظراً للروابط العميقة بين البلدين في المجالات الأكاديمية والإنسانية.
– كذلك، قد يدفع العديد من الجزائريين إلى التوجّه نحو وجهات بديلة في أوروبا أو خارجها، ما يغيّر خريطة الهجرة والسفر الجزائرية إلى الخارج.
عدد المشاهدات: 2


