كتب : يسرا عبدالعظيم
فرانسواز بيتنكور مايرز.. أغنى نساء أوروبا وأيقونة البساطة الراقية
في زمنٍ تتصدر فيه الشهرة السطحية ومظاهر البذخ مشهد الحياة العامة، تبرز شخصية استثنائية تشكل نقيضًا لهذا التيار؛ إنها فرانسواز بيتنكور مايرز، سيدة الأعمال الفرنسية، ثاني أغنى امرأة في العالم، وصاحبة مجموعة لوريال باريس الشهيرة، التي تعد أكبر شركة لمستحضرات التجميل في العالم.
ورغم ثروتها الهائلة ومكانتها الرفيعة في الأوساط الاقتصادية الأوروبية، فإن هذه السيدة لا تلاحق الأضواء ولا تتصدر عناوين الموضة، بل تُعرف بـ تواضع مظهرها وأناقتها البسيطة التي تخفي خلفها تاريخًا طويلًا من العمل والمسؤولية الاجتماعية.
بساطة المظهر وعمق الفكر
من يراها للوهلة الأولى، قد لا يخمن أنها مليارديرة تمتلك واحدة من أضخم الثروات في أوروبا. فـ فرانسواز بيتنكور مايرز نادرًا ما تضع مكياجًا، ولا تخضع لأي عمليات تجميل، وتُفضل ارتداء ملابس بسيطة ومحتشمة، رغم أن معظمها يحمل توقيعات أرقى بيوت الأزياء الباريسية.
تكرر إطلالاتها دون اكتراث لما يُعرف في عالم المشاهير بـ”قوانين الموضة”، وتضع نظارة طبية سميكة تحولت إلى جزء من هويتها الهادئة والرصينة.
أعمالها الخيرية تتحدث عنها
لا تحضر المهرجانات ولا تسعى إلى التقاط الصور مع النجوم أو الظهور في المنتجعات الفاخرة. ومع ذلك، فهي تحضر بقوة في ميادين العطاء والعمل الخيري، من خلال مؤسساتها التي تركز على التعليم، والثقافة، والبحث العلمي، ودعم الفنون.
وتُعرف فرانسواز في الأوساط الأوروبية بأنها “السيدة التي تُحدث فرقًا في صمت”، إذ تفضل أن تُسخّر ثروتها لخدمة الإنسان لا لبناء صورة إعلامية.
وريثة إمبراطورية الجمال… وقيمة مختلفة للجمال
فرانسواز هي حفيدة مؤسسة “لوريال” أوجين شويلر، وقد تولت إدارة المجموعة بعد وفاة والدتها ليليان بيتنكور، التي كانت بدورها من أبرز سيدات الأعمال في فرنسا.
لكنها على عكس التوقعات، لم تحصر مفهوم الجمال في المظهر، بل جعلت من “الجمال المسؤول” شعارًا لشركتها، مركزة على الاستدامة واحترام التنوع، لتمنح “لوريال” بعدًا إنسانيًا جديدًا.
الثراء الصامت
تبلغ ثروتها وفق آخر التقديرات أكثر من 90 مليار دولار، ما يجعلها ثاني أغنى امرأة في العالم بعد الأمريكية أليس والتون (وريثة شركة “وولمارت”).
ورغم ذلك، ما زالت تعيش بأسلوب حياة بعيد عن المظاهر، محافظة على هدوء ووقارٍ نادرين في عالم المال والأضواء.
فرانسواز بيتنكور مايرز ليست فقط امرأة غنية، بل نموذج مختلف لقوة المال حين تقترن بالوعي والثقافة والمسؤولية.
في عالم يلهث وراء الظهور، اختارت أن تترك أثرًا لا ضجيجًا.


