كتب : دينا كمال
علماء يثبتون وجود حاسة سادسة لدى الإنسان
بعد سنوات من الجدل حول حقيقة “الحاسة السادسة”، أكد باحثون أن الإنسان يمتلك قدرة إدراكية داخلية خفية تُعرف باسم “الإحساس الداخلي”، تعمل عبر شبكة من المسارات العصبية في أعماق الجسم.
وتُعرف الحواس الخمس الأساسية بأنها البصر والشم والسمع والتذوق واللمس، لكن الدراسات الحديثة كشفت عن حاسة سادسة تمكّن الدماغ من مراقبة الإشارات الفسيولوجية الداخلية للجسم للحفاظ على توازنه ووظائفه الحيوية.
وأوضح العلماء في مركز سكريبس للأبحاث بالولايات المتحدة أن هذه الحاسة تُعد “عملية عصبية معقدة” تسمح للجهاز العصبي بتفسير التغيرات داخل الجسم مثل التنفس وضغط الدم والاستجابة المناعية.
وحصل الفريق البحثي على تمويل قدره 14.2 مليون دولار من المعاهد الوطنية للصحة الأميركية لمواصلة دراسة آلية هذه الحاسة الغامضة.
وقال البروفيسور شين جين، أحد قادة المشروع، إن “الإحساس الداخلي يمثل أساسًا في معظم جوانب الصحة، لكنه لا يزال مجالًا جديدًا في علم الأعصاب يحتاج إلى مزيد من الاستكشاف”.
ويُذكر أن عالم الأعصاب البريطاني تشارلز شيرينجتون كان أول من طرح مفهوم الإحساس الداخلي في أوائل القرن العشرين، إلا أن الأبحاث في هذا المجال توقفت لعقود قبل أن تُستأنف خلال السنوات العشر الأخيرة.
وتختلف الحاسة السادسة عن الحواس التقليدية التي تعتمد على أعضاء حسية خارجية؛ فهي تعمل من خلال شبكة عصبية داخلية تمتد من القلب والرئتين إلى المعدة والكلى، دون حدود تشريحية واضحة.
وبيّن الباحثون أن الإشارات الصادرة من الأعضاء الداخلية متداخلة ومعقدة، مما يصعّب عزلها وقياسها بدقة، وهو ما يجعل دراستها تحديًا علميًا كبيرًا.
وسيعمل فريق سكريبس خلال المرحلة المقبلة على رسم خريطة دقيقة لاتصال الخلايا العصبية الحسية بمجموعة من الأعضاء الداخلية، تمهيدًا لإعداد أول أطلس عالمي للنظام الحسي الداخلي.
ويعتقد العلماء أن فهم هذه الحاسة بعمق قد يسهم في تطوير علاجات لأمراض متعددة، أبرزها اضطرابات المناعة الذاتية، والألم المزمن، وارتفاع ضغط الدم، نظرًا لارتباطها المباشر بمسارات الإشارات العصبية الداخلية.


