الإعلامية/ مايا إبراهيم
في قلب بيروت، المدينة التي قاومت الموت لتبقى حيّة في ذاكرة أبنائها، يأتي فيلم «صوت آب» (Sound of August, 2025) ليُعيد الحكاية بصوت الفنّ والوجع والحنين.
المبدع مارسيل غصن يوقّع هذا العمل كـ ممثل، كاتب، مخرج ومنتج، ليقدّم تحيّةً إلى كلّ قلبٍ خفق في ٤ آب ٢٠٢٠، يومٍ غيّر ملامح المدينة وأعاد تعريف معنى الصمود.

يحكي الفيلم قصة إيدي، رجلٌ يُحاصر تحت الركام إثر انفجار المرفأ، يبحث بيأسٍ عن صوت زوجته وابنتيه المفقودتين.
ومن خلال هذه الرحلة الموجعة، يقدّم غصن عملاً يفيض إنسانيّة وصدقًا، حيث تمتزج الذاكرة بالأمل، والدمعة بالضوء.
الفيلم لا يروي مأساة فقط، بل يخلق من الركام ذاكرةً ناطقة تذكّرنا بأن الحبّ أقوى من الانفجار، وأن الحياة تستمر رغم الشظايا.
في أداءٍ عميقٍ ومؤثّر، يجسّد مارسيل غصن دور البطولة بصدقٍ نادر، إلى جانب نخبة من الممثلين الذين أضفوا على العمل عمقًا وجمالًا، من بينهم جو بركات، جوي جون، علي شقير، عباس صايغ، وأورسولا خوري.
✨ عن مارسيل غصن
بهدوء الفنان الحقيقي، يقدّم مارسيل غصن نفسه كصوتٍ صادق في زمنٍ ضجّ بالضجيج.
لا يركّض وراء الأضواء، بل يصنعها من صدق إحساسه وعدسةٍ تعرف كيف تلتقط الحقيقة من بين الرماد.
هو مبدع يؤمن بأن الفنّ ليس ترفًا، بل مسؤولية وذاكرة، وأن الصورة قادرة على شفاء ما عجزت عنه الكلمات.
في «صوت آب»، لم يكتفِ بأن يروي وجع بيروت، بل جعل من السينما مرآةً للإنسان واحتفاءً بالحياة.
???? الجوائز والمهرجانات
نال الفيلم ٣ جوائز لأفضل ممثل لمارسيل غصن في:
• Eastern Europe Film Festival
• Rome International Movie Awards
• Berlin Indie Film Festival
تتميّز الكاميرا بحساسيتها العالية، فكل لقطة تشبه نبضة، وكل صمت يحمل صرخةً مكتومة.
الفيلم يثبت أن السينما اللبنانية ما زالت قادرة على أن تقول كلمتها رغم الألم، وأن الفن الحقيقي قادر على تحويل الركام إلى قصص تحيا في الذاكرة.



