كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
تتجه العلاقات بين العاصمة السعودية مدينة الرياض وواشنطن نحو مستوى جديد من التعاون قد يُحدث تغييرات عميقة في موازين القوى في الشرق الأوسط، وفق ما أفادت به تقارير إخبارية. وتشير المعلومات إلى أن الجانبين يضعان اللمسات الأخيرة على «صفقة ضخمة» — لم تُفصح تفاصيلها بالكامل بعد — لكن يُعتقد أنها تتعلق بتعزيز وبُعد جديدين للأمن والدفاع بين الجانبين.
أوردت وكالة أنباء سعودية رسمية أن الاتفاقية المقترحة تهدف إلى تطوير التعاون الدفاعي بين المملكة والولايات المتحدة، وتعزيز آليات الردّع المشترك في مواجهة أي اعتداء محتمل.
التصريحات الأميركية — تحديداً من وزارة الداخلية — تشير إلى أن المفاوضات تشمل أيضاً أبعاداً غير تقليدية، ربما النووية أو المرتبطة بتقنيات متقدمة، بالتزامن مع الاستعداد لزيارة لوليّ العهد السعودي إلى واشنطن.
لم تُكشف بعد الأرقام أو كامل بنود الاتفاق، لكن وصفها بأنها «ضخمة» يوحي بأنها تتجاوز مجرد صفقة تسليح ونقل تقنية، وربما تشمل شراكة استراتيجية أوسع.
إن تم توقيع الاتفاق، فسيشكل تغييراً في بنية التعاون العسكري-الدولي لمنطقة الشرق الأوسط، التي تميزت حتى الآن بمجموعة دول وإقليميات تعمل ضمن توازنات متعددة. هذا النوع من الشراكة بين السعودية والولايات المتحدة سيُرسل رسالة قوية للفاعلين الإقليميين والدوليين على حد سواء.
التوقيت مهم: يأتي الاتفاق المحتمل في وقت تعيد فيه السعودية صياغة مكانتها الإقليمية والدولية، وتسعى واشنطن من جانبها إلى إعادة تأكيد حضورها الاستراتيجي في الشرق الأوسط.
انعكاساته على الحلفاء والمنافسين ستكون كبيرة: دول محورية في الإقليم قد تجد نفسها أمام واقع جديد يُعيد حسابات التكامل والتحالفات، سواء شمالاً أو شرقاً أو غرباً في المنطقة
ما هي بنود الصفقة الفعلية؟ هل تشمل قدرات نووية، أو انخراطاً في منظومة ردّع متطورة، أو نقل تكنولوجي؟
ما هي مدى الشفافية التي ستتم بها التفاصيل؟ أيّ شروط أو التزامات ستقيد أو تحرّر الطرفين؟
كيف سيُنظر إلى هذه الصفقة من الداخل السعودي وخارجها، خصوصاً من الدول التي قد توافق أو تعارض أو ترى أنها متأثرة بها؟
ما يُمكن قوله بثقة هو أن العلاقات بين الرياض وواشنطن تشهد قفزة نوعية؛ صفقة من هذا النوع إذا ما تحقّقت ستُشكل علامة فارقة في مسار الأمن والاستراتيجية في الشرق الأوسط. ومع ذلك، يظل الكثير من التفاصيل في طور الانتظار قبل أن تصبح الصورة كاملة، وما زال من المبكر ترجيح التأثيرات الدقيقة حتى يتم الإعلان الرسمي.


