كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
في تطور إنساني جديد ضمن التحركات الجارية لصفقة تبادل الأسرى، أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن الجانب الإسرائيلي سلّم، مساء اليوم، رفات ثلاثين أسيراً فلسطينياً إلى الجهات الفلسطينية المختصة، تمهيداً لإتمام إجراءات التعرف عليهم وتسليمهم إلى ذويهم.
وبحسب المصادر، جرت عملية التسليم عند أحد المعابر الحدودية، وسط إجراءات أمنية وطبية مشددة، وبحضور ممثلين عن الصليب الأحمر الدولي وهيئات حقوقية وإنسانية. وتم نقل الجثامين بسيارات إسعاف تابعة لوزارة الصحة الفلسطينية إلى المستشفيات المخصصة لتشريحها وإجراء اختبارات الحمض النووي لتحديد الهوية.
وأشارت التقارير إلى أن الجثامين تعود لأسرى استشهدوا في فترات متفاوتة داخل سجون الاحتلال أو خلال عمليات عسكرية سابقة، وكان بعضهم مدفونًا في مقابر الأرقام التي يحتفظ فيها الجيش الإسرائيلي بجثامين الفلسطينيين منذ عقود.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه الوساطة الإقليمية، خاصة المصرية والقطرية، نشاطاً مكثفاً في محاولة لإتمام صفقة تبادل شاملة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، تتضمن إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن إسرائيليين محتجزين في غزة.
من جانبهم، عبّر أهالي الأسرى والشهداء عن مشاعر مختلطة من الحزن والفخر بعد الإعلان عن تسلّم رفات ذويهم، مؤكدين أن هذه الخطوة تمثّل بارقة أمل جديدة في طريق إنهاء معاناة المئات من الأسرى والمفقودين.
ويرى مراقبون أن تسليم الرفات يشكل مؤشراً عملياً على جدية الأطراف في التقدم نحو صفقة تبادل محتملة، خاصة بعد تعثر المفاوضات خلال الأشهر الماضية، وأن نجاحها قد يسهم في تخفيف التوتر الإنساني المتصاعد في الأراضي الفلسطينية.
وتبقى الأنظار متجهة نحو الأيام المقبلة، إذ يُتوقع أن تشهد تحركات دبلوماسية مكثفة قد تمهد للإعلان عن اتفاق شامل يفتح صفحة جديدة في مسار القضية الإنسانية للأسرى.


