كتب : دينا كمال
شباب العراق يتحدون الطائفية ويسعون لإصلاح سياسي
قرر الشاب أنور إبراهيم (25 عامًا) خوض الانتخابات البرلمانية في العراق، تعبيرًا عن رفضه للسياسة الطائفية التي تحكم البلاد منذ سنوات، لينضم إلى موجة من الشباب الذين يسعون لتغيير الواقع السياسي الراهن.
قال إبراهيم، وهو ناشط في مجال الديمقراطية، إن على الشباب والتكنوقراط أن يتولوا دورًا أكبر في إدارة الدولة ووضع حد لهيمنة الأحزاب التقليدية.
ورغم حالة التشكيك الواسعة بين العراقيين بشأن إمكانية إحداث تغيير حقيقي في انتخابات 11 نوفمبر، إلا أن مشاركة أعداد كبيرة من المرشحين الشباب تعد مؤشرًا على نضج سياسي متزايد بين جيل لم يعرف سوى ما بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003.
وأكد مسؤول في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن نحو 40% من المرشحين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، بينما تبلغ نسبة من هم دون 35 عامًا نحو 15%، ما يعكس رغبة متزايدة في التجديد وإفساح المجال أمام جيل يشعر بالتهميش السياسي منذ سنوات.
وفي المقابل، يبقى اليأس مسيطرًا على بعض الشباب، مثل علي عبد الحسين (28 عامًا)، الموسيقي المقيم في بغداد، الذي مزق بطاقته الانتخابية قائلًا إن السياسيين الذين وعدوا بالإصلاح تحولوا سريعًا إلى أصحاب نفوذ وثروة بعد فوزهم بالمناصب.
ورغم غياب الأحزاب الشبابية الجديدة، اختار كثير من المرشحين الجدد الانضمام إلى الكتل السياسية القائمة لمحاولة دفع التغيير من داخلها، رغم صعوبة المهمة في ظل نفوذ شبكات المحسوبية والأحزاب المسلحة.
ويرى الخبير الدستوري كاظم البهادلي أن كسر هذه الدائرة يتطلب إرادة سياسية حقيقية وإعادة هيكلة شاملة لموازين القوى الاقتصادية والأمنية، وهي أمور لا تبدو النخبة الحاكمة مستعدة لها.
ويعتقد المرشحون الشباب أن الانتخابات المقبلة قد تمثل خطوة أولى نحو عراق جديد إذا نجحت محاولاتهم في تقليص نفوذ الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران، وإصلاح النظام الانتخابي وإعادة تشكيل المفوضية بشكل مستقل.
لكنهم في الوقت نفسه يدركون حجم التحديات والمخاطر، خاصة بعد أحداث عام 2019 التي شهدت قمعًا دمويًا للاحتجاجات وأسفرت عن عشرات القتلى.
واختتم المرشح الشاب حسين الغرابي حديثه قائلًا:
“إذا نجحنا فستكون هذه بداية لعراق جديد، أما إذا فشلنا فسنشهد تراجعًا خطيرًا للديمقراطية، لتظل مجرد حبر على ورق”.


