كتب : يسرا عبدالعظيم
سياسيون لكن بلا قناع جدّيّ — أكتوبر يُعيدنا إلى لحظات إنسانية مضحكة
في شهرٍ حافلٍ بالأحداث الساخنة، لم تخلُ الساحة السياسية العالمية من مواقف طريفة أربكت أصحابها، وأعادت التذكير بأن وراء الكراسي الرسمية بشرًا يخطئون ويضحكون ويتلعثمون أحيانًا. من بيروت إلى واشنطن مرورًا بلندن، رُصدت ثلاثة مواقف جمعت بين الجدية السياسية والكوميديا غير المقصودة، لتتحول إلى مادة دسمة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي.
نسيان الدبلوماسية: وزير الخارجية اللبناني ينسى اسم نظيره السوري
شهد المؤتمر الصحفي الذي جمع وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي بنظيره السوري أسعد الشيباني موقفًا محرجًا لا يخلو من الطرافة، حين رحّب الوزير اللبناني بحرارة بنظيره، ثم توقف فجأة وقال:
“أرحب بمعالي وزير الخارجية السورية الأخ أسعد…”
قبل أن يتلعثم محاولًا تذكّر الاسم العائلي، ليهمس له الشيباني مبتسمًا: “الشيباني”، فتعلو الضحكات في القاعة بينما كرر رجي الاسم وهو يضحك محاولًا تدارك الموقف.
تداول المشهد آلاف النشطاء، وعلق بعضهم ساخرين: “السياسة العربية فيها نسيان للأسماء… بس مش المفروض على الميكروفون!”
فأر يقتحم قناة الجزيرة في بث مباشر
وفي لندن، المشهد لم يكن أقل غرابة، إذ فوجئ متابعو قناة الجزيرة الإنجليزية بفأر صغير يركض أمام الكاميرا داخل أحد الاستوديوهات الفخمة خلال بث مباشر.
المذيعة حاولت التماسك، لكنها لم تستطع إخفاء ابتسامتها وهي تتابع الكائن الصغير الذي سرق الأضواء للحظات من ضيوفها ومن العناوين الجادة التي كانت تُناقَش.
انتشر الفيديو على المنصات بسرعة البرق، وتحوّل الفأر إلى “ضيف الشهر”، وسط موجة من التعليقات الساخرة التي رأت في الموقف “اقتحامًا ديمقراطيًا لشاشة الجزيرة”.
ترامب و”الوشوشة”: بوست أهم من السياسة
أما في واشنطن، فشهد أحد مؤتمرات الصحفية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شهد لحظة غير مألوفة عندما اقترب منه احد.كبار المسئولين ليهمس في أذنه لبضع ثوانٍ، فما كان من ترامب إلا أن رفع هاتفه فورًا، لينشر بوستًا على حسابه في منصة “Truth Social” وسط اندهاش الحاضرين.
الواقعة التي التقطتها الكاميرات أثارت عاصفة من التعليقات، إذ تساءل البعض عما إذا كانت “الوشوشة” تخص الأمن القومي ام اوضاع اقتصادية .
إلا أن تصرف ترامب، الذي بدا وكأنه يفضل التفاعل الرقمي على الإجابة الصحفية، أكد مرة أخرى أنه يعرف جيدًا كيف يجعل كل مؤتمر حدثًا إعلاميًا بامتياز.
بين الجدية والطرافة.. السياسة وجه آخر للحياة
تُظهر هذه المواقف الثلاثة أن السياسيين مهما بلغت مناصبهم، يبقون بشرًا معرضين للحظات ارتباك أو عفوية تُذكّر الجمهور بأن خلف الكواليس الرسمية تختبئ مواقف إنسانية عادية، وربما مضحكة.
وفي زمنٍ تُدار فيه السياسة أحيانًا عبر “بوست” أو “ترند”، يبدو أن الفكاهة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من المشهد السياسي العالمي.


