كتب : دينا كمال
سرطان الثدي يهدد النساء.. أبرز المخاطر وسبل الوقاية
أوضح أطباء أن سرطان الثدي ما زال واحداً من أكثر الأمراض إثارة للقلق لدى النساء، مع ملاحظة تزايد تشخيصه لدى الأصغر سناً. ورغم أن متوسط عمر الإصابة يقارب 62 عاماً، إلا أن حالات يتم رصدها دون سن الخامسة والعشرين لم تعد نادرة، وهو ما دفع الأطباء للتأكيد على أهمية التوعية والفحص المبكر.
وأشار الدكتور أنيل ثاكواني، اختصاصي الأورام في مستشفى شاردا كير بالهند، إلى أنه شخّص إصابة شابة تبلغ 23 عاماً فقط بسرطان الثدي، محذراً من أن العوامل الوراثية وأنماط الحياة الحديثة قد تسرّع ظهور المرض في أعمار صغيرة.
عوامل الخطر في المنزل والعمل
لفت الدكتور ثاكواني إلى أن أنماط الحياة غير الصحية تعد من أبرز عوامل الخطر، حيث يزداد الاعتماد على الأطعمة المصنعة والدهون المشبعة واللحوم الحمراء، إلى جانب قلة النشاط البدني. وأكد أن تأخر الإنجاب يضاعف كذلك احتمالات الإصابة بسرطان الثدي.
أما ضغوط بيئة العمل فقد تكون عاملاً إضافياً، إذ إن التوتر المزمن والأجواء المرهقة من المحتمل أن تؤثر سلباً على الصحة العامة، رغم أن الدراسات ما زالت تواصل بحث العلاقة المباشرة.
فجوة في الوعي والكشف المبكر
على الرغم من خطورة المؤشرات، لا تمتلك نسبة كبيرة من النساء المعرفة الكافية بكيفية إجراء الفحص الذاتي للثدي. وتشير الإحصاءات إلى أن أقل من 20% يعرفن الطريقة الصحيحة، بينما تمنع الوصمة الاجتماعية والخوف كثيرات من مراجعة الطبيب في الوقت المناسب، ما يؤدي إلى تأخر التشخيص وانخفاض فرص العلاج المبكر.
طرق الفحص والتشخيص
يُعتبر التصوير الشعاعي للثدي (الماموجرام) المعيار الأساسي للنساء ابتداءً من سن الأربعين، في حين أن النساء الأصغر سناً أو ذوات الأنسجة الكثيفة قد يستفدن أكثر من الفحص بالموجات فوق الصوتية، الذي يساعد على التمييز بين الكتل الحميدة والمشتبه بها.
ويشدد الدكتور ثاكواني على أن الفحص المبكر يمثل خط الدفاع الأول، وأن على النساء إجراء الفحوصات الدورية عند بلوغ الأربعين أو حتى قبل ذلك إذا وُجد تاريخ عائلي للمرض.
خطر الانتكاسة بعد العلاج
لا يتوقف القلق بانتهاء العلاج، إذ يؤكد الأطباء أن احتمالية عودة المرض تظل قائمة خلال السنوات الخمس الأولى، وقد تمتد حتى عقدين من الزمن.
وتوضح البيانات أن نحو 30% من المريضات قد يتعرضن لانتكاسة، مما يجعل المتابعة الطبية المستمرة ضرورة ملحّة.
4 حقائق أساسية يجب معرفتها
يركز الدكتور ثاكواني على أن الوقاية تبدأ بالوعي، موضحاً أربع نقاط جوهرية:
1. أهمية معرفة الوضع الطبيعي للثدي لاكتشاف أي تغير مبكر
2. غالبية الكتل ليست سرطانية، لكنها تحتاج إلى تقييم طبي عاجل
3. التاريخ العائلي عامل حاسم في تقدير المخاطر ويجب مشاركته مع الطبيب
4. الأعراض مثل الإفرازات غير المعتادة أو الألم المستمر أو تغيّر الجلد لا ينبغي تجاهلها.
مواجهة الخرافات
أوضح أن الرضاعة الطبيعية لفترات طويلة تقلل من خطر الإصابة، داعياً إلى تجاهل المعلومات المضللة والاعتماد على الإجراءات الوقائية المثبتة علمياً.
دعوة لكسر حاجز الخوف
اختتم الدكتور ثاكواني حديثه بالتشديد على أن سرطان الثدي لم يعد مقتصراً على النساء الأكبر سناً، ومع تزايد الحالات بين الشابات، أصبح من الضروري كسر حاجز الخوف والوصمة، فالكشف المبكر وتبنّي أسلوب حياة صحي والمتابعة المنتظمة قادرة على إنقاذ آلاف الأرواح.


