كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
فرنسا – العرب نيوز
في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الجمهورية الفرنسية الحديثة، سلّم الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي نفسه إلى سجن “لا سانتيه” بالعاصمة باريس لبدء تنفيذ عقوبة السجن الصادرة بحقه، في واحدة من أكثر القضايا التي هزت المشهد السياسي الفرنسي خلال السنوات الأخيرة.
وكانت محكمة الاستئناف الفرنسية قد أيدت في وقت سابق حكمًا بالسجن ضد ساركوزي بتهمة الفساد واستغلال النفوذ، بعد تورطه في محاولات غير قانونية للحصول على معلومات سرية من قاضٍ مقابل وعود بمناصب رفيعة المستوى. وبذلك يصبح أول رئيس فرنسي سابق يدخل السجن فعليًا منذ عقود.
وبحسب مصادر قضائية فرنسية، سيقضي ساركوزي جزءًا من العقوبة داخل السجن في ظروف مراقبة خاصة، على أن يُسمح له لاحقًا بطلب الإفراج المشروط أو استبدال الحبس بالإقامة الجبرية مع سوار إلكتروني، وفقًا لما يتيحه القانون الفرنسي في مثل هذه القضايا.
ويأتي هذا التطور بعد سلسلة من المعارك القضائية التي خاضها الرئيس الأسبق، الذي تولى الحكم بين عامي 2007 و2012، حيث حاول مرارًا الطعن في الأحكام الصادرة ضده، مؤكدًا براءته واعتباره أن القضية “ذات دوافع سياسية”.
القضية التي عُرفت إعلاميًا باسم “قضية التنصّت”، فتحت الباب مجددًا أمام نقاش واسع في فرنسا حول الشفافية والنزاهة السياسية، ودور القضاء في محاسبة كبار المسؤولين دون استثناء.
وسائل الإعلام الفرنسية نقلت صورًا لساركوزي أثناء دخوله السجن وسط حراسة مشددة، في مشهد أثار ردود فعل قوية على مواقع التواصل الاجتماعي بين من رأى الخطوة انتصارًا للعدالة، ومن اعتبرها إهانة لتاريخ رجل شغل أعلى منصب في الدولة.
ورغم الصدمة التي أحدثها القرار في الأوساط السياسية، إلا أن كثيرين اعتبروه دليلًا على قوة المؤسسات الفرنسية واستقلال القضاء، مؤكدين أن القانون لا يستثني أحدًا مهما بلغ نفوذه أو مكانته.

