كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت أن قواتها نجحت في تدمير أربع طائرات مسيّرة أوكرانية حاولت استهداف العاصمة موسكو ومناطق قريبة منها، في أحدث هجوم ضمن سلسلة من العمليات الجوية التي تصاعدت بين البلدين خلال الأسابيع الأخيرة.
وأوضحت الوزارة، في بيان رسمي، أن وحدات الدفاع الجوي الروسية تمكنت من رصد وتحييد الطائرات المسيرة الأوكرانية أثناء اقترابها من العاصمة، مؤكدة أن العملية نُفذت دون وقوع إصابات بشرية أو أضرار مادية تُذكر، وأن بقايا المسيرات سقطت في مناطق غير مأهولة.
وأضاف البيان أن الهجوم تم في ساعات متأخرة من الليل، وأن الدفاعات الجوية تعاملت مع الأهداف على عدة مستويات، مشيرًا إلى أن القوات الروسية في حالة تأهب دائم للتصدي لأي تهديدات محتملة.
وتتهم موسكو كييف بتكثيف استخدام الطائرات المسيّرة لاستهداف العمق الروسي، بما في ذلك العاصمة، في إطار ما تصفه بـ”محاولات تخريبية” تهدف إلى زعزعة الأمن الداخلي الروسي، بينما تلتزم كييف الصمت حيال هذه الهجمات ولا تؤكد أو تنفي مسؤوليتها عنها.
وأفادت وسائل إعلام روسية بأن بعض الرحلات الجوية في مطاري “دوموديدوفو” و”فنوكوفو” بالعاصمة تأثرت مؤقتًا بالحادث، حيث جرى تعليق الإقلاع والهبوط لعدة دقائق كإجراء احترازي، قبل أن تعود الحركة إلى طبيعتها.
الهجوم الأخير يأتي بعد أيام فقط من إعلان وزارة الدفاع الروسية إحباط عشرات الهجمات المشابهة باستخدام المسيرات، والتي استهدفت مناطق متعددة في محيط موسكو وفي إقليم بريانسك الحدودي.
ويرى مراقبون أن هذه العمليات تعكس تصعيدًا مستمرًا في الحرب الجوية غير التقليدية بين الجانبين، مع تزايد اعتماد أوكرانيا على الطائرات المسيّرة في تنفيذ ضربات دقيقة داخل الأراضي الروسية، في حين تواصل موسكو تطوير أنظمتها الدفاعية لمواجهة هذا التهديد المتنامي.
وتشير التقديرات إلى أن الهجمات المتكررة على العاصمة الروسية قد تمثل محاولة من كييف للضغط على موسكو سياسيًا وإعلاميًا، وإظهار قدرتها على اختراق الدفاعات الروسية، بينما تصر الأخيرة على أن تلك المحاولات “محكوم عليها بالفشل” ولن تؤثر على سير عملياتها العسكرية في أوكرانيا.


