كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
شهدت العاصمة الهندية نيودلهي، صباح اليوم الجمعة، حالة من التوتر والقلق بعد تلقي عدد من المدارس رسائل إلكترونية مجهولة المصدر تتضمن تهديدات بوجود قنابل داخل مبانيها، مما دفع السلطات الأمنية إلى إعلان حالة الطوارئ وبدء عمليات تفتيش موسعة للتأكد من صحة هذه التهديدات.
وبحسب ما أفادت به وسائل الإعلام المحلية، فقد تلقت إدارات عدة مدارس رسائل عبر البريد الإلكتروني تفيد بوجود مواد متفجرة داخل الحرم المدرسي، مع تحذيرات من انفجار وشيك إذا لم تُتخذ إجراءات محددة. وعلى الفور، أبلغت المدارس الجهات الأمنية، التي سارعت بإخلاء الطلاب والمعلمين من المباني حفاظًا على سلامتهم.
وقالت شرطة دلهي في بيان رسمي إنها تعاملت مع البلاغات بجدية تامة، موضحة أن فرق المتفجرات وخبراء الأمن انتشروا في محيط المدارس المعنية، وقاموا بعمليات تفتيش دقيقة داخل الفصول والمرافق التعليمية، ولم يتم العثور على أي جسم مشبوه حتى الآن.
وأشار البيان إلى أن التحقيقات الأولية ترجّح أن تكون هذه الرسائل جزءًا من حملة تهديدات إلكترونية منظمة تهدف إلى بث الذعر بين المواطنين، مؤكدة أن وحدة الجرائم الإلكترونية تعمل على تتبع مصدر الرسائل لتحديد هوية الجهة التي تقف وراءها.
من جانبها، أكدت إدارة التعليم في نيودلهي أنها تتعاون بشكل كامل مع السلطات الأمنية، وأنها اتخذت إجراءات احترازية إضافية تشمل مراجعة أنظمة الأمن والمراقبة في جميع المدارس، وتكثيف وجود عناصر الشرطة في محيطها حتى يتم التأكد من زوال أي خطر محتمل.
وفي الوقت نفسه، طمأن مسؤولون حكوميون أولياء الأمور بأن جميع الطلاب في أمان، وأنه لا توجد دلائل على وجود أي خطر حقيقي حتى اللحظة، داعين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات أو تداول معلومات غير مؤكدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يُذكر أن العاصمة الهندية شهدت خلال السنوات الأخيرة عدة حوادث مشابهة من البلاغات الكاذبة بوجود قنابل، تبين لاحقًا أنها ناتجة عن تهديدات وهمية أُرسلت من جهات مجهولة عبر الإنترنت، ما دفع السلطات إلى تعزيز إجراءات الأمن الإلكتروني ومراقبة مصادر التهديدات المشبوهة.
وتستمر التحقيقات في القضية وسط مطالبات برلمانية بضرورة فرض عقوبات مشددة على المتورطين في مثل هذه الأفعال، التي تُعد تهديدًا مباشرًا للأمن العام وتثير الهلع بين المواطنين في واحدة من أكثر المدن ازدحامًا في العالم.


