كتب : يسرا عبدالعظيم
رحيل بايك سي-هي.. صوت جيلٍ كامل رحل بصمت
فقدت الساحة الأدبية الكورية والعالمية واحدة من أبرز الأصوات التي كسرت حاجز الصمت حول الصحة النفسية، بوفاة الكاتبة الشابة بايك سي-هي عن عمر 35 عامًا، وهي مؤلفة المذكرات الأكثر مبيعًا “أريد أن أموت لكني أريد أن آكل التوكبوكي”، التي لامست قلوب الملايين حول العالم.
كاتبة حوّلت الألم إلى لغة حياة
قدّمت بايك في كتابها نظرة صادقة وشجاعة إلى أعماق النفس البشرية، مستعرضة معركتها مع الاكتئاب والقلق في قالب بسيط ومؤلم في آنٍ واحد.
ولم يكن العمل مجرد مذكرات، بل بمثابة مرآة جيلٍ بأكمله يعاني من ضغوط الحياة الحديثة، ويبحث عن معنى للاستمرار وسط الألم والرتابة.
نجاح عالمي غير مسبوق
صدر الكتاب في عام 2018 وحقق مبيعات تجاوزت مليوني نسخة داخل كوريا الجنوبية وخارجها، وتُرجم إلى أكثر من 20 لغة، ليصبح من أكثر الكتب الكورية انتشارًا في العالم.
وتحوّل عنوانه الفريد إلى رمز ثقافي عن التناقضات التي يعيشها الإنسان بين رغبة الانطفاء والتشبث بالحياة عبر تفاصيل صغيرة – مثل وجبة التوكبوكي التي كانت ترمز للأمان والحنين.
ردود فعل حزينة من القرّاء والكتاب
خلف خبر وفاة بايك سي-هي صدمة كبيرة في الأوساط الأدبية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثيرون عن حزنهم العميق لفقدان كاتبة ألهمت الأمل في أحلك اللحظات.
وكتب أحد النقاد في صحيفة كورية: “بايك لم تكن تكتب عن الموت، بل كانت تذكّرنا بأسباب البقاء”.
إرث أدبي وإنساني باقٍ
رغم رحيلها المبكر، تركت بايك سي-هي إرثًا أدبيًا وإنسانيًا كبيرًا، إذ فتحت الباب أمام جيلٍ جديد من الكتاب الكوريين والعالميين للحديث بصدق عن مشاعرهم وتجاربهم النفسية.
وستظل كلماتها شاهدًا على أن الكتابة يمكن أن تكون شكلاً من أشكال النجاة، وأن الصدق في التعبير عن الضعف قد يكون أحيانًا أقوى من كل محاولات الصمود.


