كتب : دينا كمال
دور النظام الغذائي الخالي من الجلوتين في القولون العصبي
يصيب القولون العصبي (IBS) نحو 20% إلى 25% من السكان، مسبباً أعراضاً تشمل آلام البطن، الانتفاخ، التقلصات، وتغيرات في عادات الإخراج، حيث يعاني بعض المرضى من الإسهال بشكل رئيسي، بينما يواجه آخرون الإمساك.
ويُعد النظام الغذائي عاملاً محورياً في ظهور هذه الأعراض، وقد ازدادت شهرة بعض الاستراتيجيات الغذائية، مثل النظام منخفض الفودماب، لإدارة القولون العصبي.
ورغم انتشار الحديث عن اعتماد نظام خالٍ من الجلوتين لعلاج متلازمة القولون العصبي، فإنه لا يُعتبر حلاً شاملاً، إذ إن الجلوتين، وهو بروتين في القمح والشعير والجاودار، قد يثير استجابة مناعية لدى بعض الأفراد، مؤدياً إلى التهاب وزيادة نفاذية الأمعاء، وبالنسبة لهؤلاء، فإن إزالته تساعد في تخفيف أعراض مثل الغازات، الانتفاخ، الإمساك، والإسهال.
كما يمكن للنظام الغذائي الخالي من الجلوتين أن يُسهم في تقليل تناول الفودماب، لكون الأطعمة الغنية بالجلوتين غالباً ما تحتوي على كميات عالية من الفركتانات التي تتخمر في الأمعاء وتسبب انتفاخاً وشعوراً بعدم الراحة.
ومع ذلك، تُظهر الأبحاث أن فئة محددة فقط من مرضى القولون العصبي، مثل من يعانون من القولون العصبي بعد العدوى، أو حساسية الجلوتين غير السيلياكية، أو مرضى السيلياك المصاحب، تستفيد فعلياً من اتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين.
ويحمل الالتزام بنظام غذائي خالٍ من الجلوتين مخاطر محتملة، منها نقص بعض المغذيات (الألياف، الحديد، فيتامينات ب، فيتامين د، الكالسيوم) إضافة إلى تغيّرات الوزن، ما يجعل الامتناع التام عن الجلوتين غير ضروري لدى معظم مرضى القولون العصبي، بل وقد يسبب مشاكل إضافية.
النقاط الأساسية حول القولون العصبي والجلوتين:
ليس كل المصابين بالقولون العصبي بحاجة إلى نظام غذائي خالٍ من الجلوتين.
يُستثنى من ذلك مرضى القولون العصبي بعد العدوى، السيلياك، أو حساسية الجلوتين غير السيلياكية.
قد يُفيد الجمع بين النظام منخفض الفودماب وتقييد الجلوتين بعض المرضى.
يجب مراعاة التوازن الغذائي والصحة طويلة المدى قبل استبعاد الجلوتين.
ويُسهم تحديد الأطعمة المثيرة للأعراض، بالتعاون مع أخصائي رعاية صحية، في تصميم نظام غذائي فعّال، إذ إن الاعتدال، والمتابعة الدقيقة، والاستراتيجيات الفردية، وليس الامتناع الكامل عن الجلوتين، هي المفاتيح الأساسية لتحسين حالة معظم مرضى القولون العصبي.


