كتب : دينا كمال -العرب نيوز اللندنيه
دواء جديد يعيد ترميم أنسجة القلب ويحصل على موافقة التجارب
أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) موافقتها على بدء التجارب السريرية لعقار جديد يهدف إلى تجديد أنسجة القلب، وذلك ضمن دراسة يجريها باحثون من جامعة كاليفورنيا الأمريكية.
ووفقًا لموقع “News Medical Life Science”، تتعرض أنسجة الجسم لإصابات متعددة، فبينما تلتئم بعض الجروح تلقائيًا مثل جروح الجلد، تبقى الأعضاء الداخلية، كالقلب بعد النوبات القلبية أو الكلى بعد الإصابات الحادة، متضررة وضعيفة الأداء. ورغم أن معظم الأنسجة تعتمد على عمليات إصلاح ذاتية، فإن الأدوية التي تستهدف هذه المسارات ما زالت محدودة.
اكتشف الدكتور أرجون ديب، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية بجامعة كاليفورنيا، أن أنسجة القلب لدى الفئران والبشر بعد النوبات القلبية تُظهر ارتفاعًا في مستويات بروتين يُعرف باسم ENPP1. وأوضح أن زيادة هذا البروتين تُحدث اضطرابًا في العمليات الأيضية المسؤولة عن توليد الطاقة، مما يعيق تجديد الأنسجة في المناطق المصابة.
وأشار ديب وفريقه إلى أن تثبيط إنتاج ENPP1 ساهم في تعزيز عملية الشفاء وتقليل التليف، ما أدى إلى تحسن ملحوظ في وظائف القلب.
بدعم من المعاهد الوطنية للصحة ومعهد كاليفورنيا للطب التجديدي (CIRM)، طوّر الفريق جسمًا مضادًا وحيد النسيلة أطلق عليه اسم AD-NP1، يعمل على تعطيل وظيفة البروتين ENPP1 وتحفيز إصلاح أنسجة القلب والأعضاء الأخرى. وبعد نجاح التجارب على الفئران والقرود، منحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية الموافقة لبدء التجارب السريرية على البشر.
ويُعد هذا الإنجاز من الحالات النادرة التي يتم فيها تطوير دواء من المختبر إلى مرحلة التجارب الإكلينيكية داخل جامعة واحدة دون دعم من شركات دواء أو مستثمرين. وعلى مدار سبع سنوات من الأبحاث، استطاع ديب وفريقه تحقيق تقدم كبير في تطوير عقار قد يعيد للأعضاء المتضررة قدرتها على أداء وظائفها الحيوية.
وتُعد الأجسام المضادة وحيدة النسيلة فئة من العلاجات التي تُصنع في المختبر لمحاكاة دور الأجسام المضادة الطبيعية في الجهاز المناعي. ويستهدف العقار الجديد AD-NP1 بروتين ENPP1 تحديدًا دون التأثير على أي بروتين بشري آخر.
وخلال التجارب على الحيوانات، أظهرت عضلة القلب زيادة في إنتاج الطاقة وتحسنًا في قوة الانقباض، مما ساهم في منع تطور قصور القلب. ونظرًا لتشابه مسارات توليد الطاقة في أنواع الخلايا المختلفة، يتوقع العلماء أن يُفيد العقار أيضًا في علاج تلف الأعضاء الأخرى الناتج عن الإصابات الحادة.
ويُعد نهج ديب في تعزيز إصلاح الأنسجة من خلال تنظيم المسارات الأيضية نهجًا فريدًا من نوعه، إذ لا يعتمد على الخلايا الجذعية، بل على تنشيط قدرات الجسم الذاتية في التجديد. وإذا أثبتت التجارب السريرية فعاليته لدى البشر، فقد يمثل AD-NP1 أول عقار من فئة جديدة كليًا تُعرف بـ«الأدوية المحفزة لإصلاح الأنسجة»، القادرة على منع تدهور وظائف الأعضاء واستعادة نشاطها الطبيعي.


