كتب : دينا كمال -العرب نيوز اللندنيه
دراسة: 99% من النوبات القلبية مرتبطة بعوامل خطر يمكن رصدها
لا تزال أمراض القلب تمثل أحد أكبر التحديات الصحية عالميًا، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية تودي أمراض القلب والأوعية الدموية بحياة ما يقرب من 17.9 مليون شخص سنويًا، مما يجعلها السبب الرئيسي للوفاة حول العالم، وتؤثر هذه الأمراض على القلب والأوعية الدموية، وفي أكثر من 80% من الحالات تؤدي إلى نوبات قلبية أو سكتات دماغية مميتة.
وتشير دراسة حديثة واسعة النطاق أجراها باحثون في كوريا والولايات المتحدة إلى أن النوبات القلبية والسكتات الدماغية لا تحدث بشكل مفاجئ، إذ ترتبط تقريبًا جميع الحالات بعامل خطر واحد أو أكثر كان موجودًا سابقًا حتى لو لم يكن واضحًا للتشخيص.
وفي هذا البحث قام العلماء بتحليل السجلات الطبية لأكثر من 9 ملايين بالغ في كوريا الجنوبية ونحو 7 آلاف بالغ في الولايات المتحدة على مدى يصل إلى 20 عامًا، مع قياسات متكررة لضغط الدم والكوليسترول وسكر الدم والتعرض للتدخين، وركزوا على أربعة عوامل خطر رئيسية وفقًا لإرشادات جمعية القلب الأمريكية:
ـ ضغط الدم 120/80 ملم زئبق أو أعلى أو على العلاج
ـ نسبة الجلوكوز في الصيام 100 ملج/ديسيلتر أو أعلى أو تشخيص مرض السكر أو علاجه
ـ استخدام التبغ حاليًا أو في الماضي
ـ الكوليسترول 200 ملغ/ديسيلتر أو أعلى أو تحت العلاج
وأوضحت النتائج المنشورة في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب أن أكثر من 99% من الأفراد الذين أصيبوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو قصور في القلب كان لديهم عامل خطر واحد على الأقل غير مثالي قبل الإصابة، ما يشكك في الاعتقاد بأن النوبات القلبية تصيب الأشخاص دون مقدمات.
وبرز ارتفاع ضغط الدم كأهم العوامل، حيث أثّر على أكثر من 95% من المشاركين الكوريين وأكثر من 93% من المشاركين الأمريكيين، ما يمثل تحذيرًا بضرورة عدم تجاهل التغيرات الطفيفة في ضغط الدم أو الكوليسترول أو مستويات السكر.
وتوضح الدراسة أن الجسم غالبًا ما يصدر علامات تحذيرية قبل النوبة القلبية مثل ارتفاع بسيط في ضغط الدم أو الكوليسترول أو السكر، الإرهاق أو التعرق المفاجئ، اضطرابات الهضم، ألم أو ضيق في الذراع أو الفك أو الرقبة أو الظهر، خفقان غير منتظم، تشنج عضلات الساق أثناء المشي، أو ضيق في الحلق وثقل في الصدر.
ولا تحدث أمراض القلب فجأة بل تتراكم على مدى سنوات نتيجة عادات أو تعرضات غير صحية مثل التدخين أو قلة النشاط البدني أو زيادة الوزن أو النظام الغذائي غير المتوازن أو الضغط النفسي المزمن، وتضاعف هذه العوامل مجتمعة الخطر بشكل كبير.
وينصح الخبراء بالكشف الدوري عن ضغط الدم والكوليسترول وسكر الدم حتى عند الشعور بالصحة الجيدة، والانتباه إلى الصحة النفسية لأن التوتر المزمن والقلق قد يزيدان الالتهاب وارتفاع الضغط، كما أن الفحوصات الدورية ونمط الحياة الاستباقي يمكن أن يكشف المشكلات مبكرًا ويقلل من خطر النوبات القلبية.
ويمكن الوقاية من معظم النوبات القلبية باتباع نمط حياة صحي يشمل تناول طعام متوازن غني بالخضروات والفواكه، ممارسة النشاط البدني بانتظام، إدارة التوتر بأساليب الاسترخاء أو التأمل، النوم الكافي، الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على ترطيب الجسم، إلى جانب إجراء الفحوصات الدورية لضمان السيطرة على عوامل الخطر.


