كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
صحة ..العرب نيوز
حذّرت دراسة طبية حديثة من أن العادات اليومية غير المنتظمة، مثل تناول الطعام في وقت متأخر من الليل أو النوم بعد منتصف الليل، يمكن أن تؤثر سلباً على وظائف الكبد وتزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل الكبد الدهني والتهاب الكبد المزمن.
وأشارت الدراسة، التي أُجريت في جامعة “طوكيو للطب والعلوم الحيوية”، إلى أن الكبد يعمل وفق “ساعة بيولوجية دقيقة” تنظم إفراز الإنزيمات المسؤولة عن هضم الدهون والسكريات وإزالة السموم من الجسم، وأن اضطراب هذه الساعة نتيجة السهر أو الأكل المتأخر يؤدي إلى اختلال في نشاط الكبد وتراكم الدهون داخله.
وأوضح الباحثون أن تناول وجبة دسمة قبل النوم مباشرة يرهق الكبد، لأن الجسم يكون في حالة استعداد للنوم وليس للهضم، مما يتسبب في بطء عملية الأيض وتراكم الفضلات. كما أن النوم المتأخر يمنع الكبد من أداء وظائفه الطبيعية في التجديد الليلي وإزالة السموم، وهي المرحلة التي يبلغ فيها نشاط الكبد ذروته عادة بين الساعة الواحدة والثالثة بعد منتصف الليل.
وقالت الدكتورة “آيكا موريتا”، الباحثة المشاركة في الدراسة، إن “الاستيقاظ المتأخر وتناول الطعام ليلاً أصبحا من العادات الشائعة التي تضر بالصحة العامة أكثر مما يتخيل الناس، حيث تؤثر بشكل مباشر على توازن الهرمونات وتنظيم السكر في الدم، ما يزيد من خطر السمنة ومقاومة الإنسولين.”
وأضافت أن الأشخاص الذين يعملون في نوبات ليلية أو يعانون من اضطرابات النوم هم أكثر عرضة لتراجع وظائف الكبد، داعيةً إلى اعتماد نمط حياة أكثر انتظاماً يراعي التوازن بين التغذية والنوم والنشاط اليومي.
نصائح للوقاية من إرهاق الكبد:
1. تجنّب تناول الطعام بعد الساعة التاسعة مساءً، خصوصاً الوجبات الدسمة أو الغنية بالسكريات.
2. احرص على النوم المنتظم، بحيث لا يتجاوز موعد النوم منتصف الليل للحفاظ على التوازن الهرموني ووظائف الأعضاء الحيوية.
3. شرب كميات كافية من الماء، لدعم عملية إزالة السموم وتحسين الدورة الدموية.
4. تقليل استهلاك المشروبات الغازية والكافيين، لأنها تزيد من إجهاد الكبد.
5. ممارسة الرياضة بانتظام، خصوصاً الأنشطة الهوائية الخفيفة مثل المشي أو السباحة، لتعزيز عملية الأيض.
وأكد الأطباء أن الحفاظ على صحة الكبد لا يتطلب علاجاً طبياً معقداً بقدر ما يحتاج إلى “نظام حياة متوازن”، يعتمد على توقيت صحيح للطعام والنوم والراحة، مشيرين إلى أن “الكبد هو صديق الإنسان الصامت الذي لا يشتكي حتى تتفاقم الأضرار”.
وتختتم الدراسة بتوصية واضحة: “نَم باكراً، وكُل باكراً، فالكبد لا يغفر للسهر.”


