كتب : يسرا عبدالعظيم
دبي الرابعة في قائمة أغنى مدن EMEA
دبي تقف بقوة بين عمالقة الثروة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا
في تحول لافت في الخريطة الاقتصادية العالمية، تعززت مرتبة دبي ضمن المدن الأكثر ثراءً وجاذبية لأصحاب الثروات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا (EMEA). التصنيف الأخير الذي أعدّته مؤسسات دولية موثوقة مثل Julius Baer وHenley & Partners أكد أن دبي باتت من أبرز عواصم الثروة والرفاهية على مستوى المنطقة والعالم.
ما الذي يعنيه أن تكون “الرابعة” في EMEA؟
بحسب تقرير Julius Baer لعام 2025، احتلت دبي المرتبة الرابعة بين مدن EMEA من حيث تكلفة العيش الفاخر للأثرياء (High-Net-Worth Individuals)، متقدمة على مدن عريقة تقليديًا مثل لندن وزيورخ في بعض العناصر، في حين ما زالت هناك مدن تتمسك بمكانتها الراقية مثل موناكو.
الإنجازات التي دفعت دبي إلى هذا الموقع
قفزة نوعية في عدد المليونيرات المقيمين، حيث وصل العدد إلى حوالي 81,200، مع نمو بنسبة تفوق 100٪ خلال العقد الماضي.
ارتفاع كبير في عدد أصحاب الثروات الكبيرة جدًا (“سينتي-مليونيرات”) والمليارديرات، مما يعكس أن الثروة لا تقتصر على فئة المليون.
استمرار دبي في جذب الأثرياء والمستثمرين عبر سياسات تشجيعية، جودة حياة عالية، أمان واستقرار، وخدمات راقية للبنية التحتية والترفيه.
نمو قطاعات مثل العقارات الفاخرة والماركات العالمية، والخدمات الفندقية الفاخرة، والتعليم الدولي، والرعاية الصحية الراقية، كلها تلعب دورًا في رفع تكلفة المعيشة العالية للأثرياء، مما يزيد من ترتيب المدينة في مثل هذه التصنيفات.
التحديات التي تواجه دبي
بالرغم من هذه النجاحات، هناك بعض العوامل التي قد تشكل تحديات على المدى المتوسط:
تذبذب أسواق العقارات: ارتفاع الأسعار الفاحش قد يؤدي إلى تصحيح أو تقليل الطلب إذا ما زادت التكاليف دون زيادة موازية في الدخل أو الأمان الاقتصادي.
التقلبات العالمية: تأثيرات التضخم، أسعار الطاقة، السياسات الدولية، الأزمات الاقتصادية العالمية (مثل الأزمات في أوروبا أو الأزمات المالية العالمية) قد تؤثر على تدفق رأس المال.
المنافسة المتصاعدة: مدن أخرى في آسيا أو الشرق الأوسط تسعى هي الأخرى للاثراء وتطوير نفسها لجذب مماثل من الثروات والمستثمرين. دبي بحاجة للاستمرار في الابتكار والمزايا التنافسية.
مكانة دبي كواحدة من أغنى المدن في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ليست إنجازًا عابرًا، بل نتيجة لرؤية استراتيجية طويلة الأجل، تستند إلى تنويع اقتصادي، جذب استثماري ذكي، وتحسين نوعية الحياة.
أن تكون الرابعة في تصنيف EMEA يعني أن دبي باتت منافسًا حقيقيًا لمدن مثل لندن، موناكو، زيورخ، وليس فقط مركزًا في الشرق الأوسط. المستقبل يبدو واعدًا، لكن الاستمرارية تتطلب تكيفًا مع التحديات العالمية والمحلية على حد سواء.


