كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
فلسطين – العرب نيوز
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة مداهمات واعتقالات جديدة فجر اليوم في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، أسفرت عن اعتقال 24 مواطناً فلسطينياً بينهم طلاب جامعيون وأسرى محررون، في تصعيد ميداني جديد يأتي وسط استمرار التوتر الأمني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان لها إن قوات الاحتلال نفذت عمليات اقتحام لعدد من المدن والبلدات الفلسطينية من بينها رام الله، نابلس، الخليل، بيت لحم، وجنين، تخللتها مداهمات للمنازل وتفتيشات عنيفة وتحطيم لمحتوياتها، قبل أن يتم نقل المعتقلين إلى مراكز التحقيق التابعة لجهاز المخابرات الإسرائيلي. وأشارت الهيئة إلى أن الاعتقالات تركزت في قرى وبلدات شمال ووسط الضفة، حيث اعتقلت قوات الاحتلال سبعة شبان من محافظة الخليل، وخمسة من نابلس، وأربعة من جنين، إلى جانب عدد آخر من مناطق قلقيلية وطولكرم وبيت لحم. وأفادت مصادر محلية أن بعض عمليات الاعتقال جرت بعد مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال، الذين أطلقوا الرصاص الحي وقنابل الغاز بكثافة ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق. وأوضحت المصادر أن قوات الاحتلال صادرت أيضًا أجهزة حاسوب وهواتف محمولة ومبالغ مالية من منازل المعتقلين، ضمن ما تصفه إسرائيل بـ”حملة لملاحقة عناصر مطلوبة”، بينما يعتبرها الفلسطينيون سياسة ممنهجة لإرهاب السكان وإسكات الأصوات المعارضة للاحتلال. من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية حملة الاعتقالات الجديدة، معتبرة أنها تصعيد خطير يندرج ضمن سياسة إسرائيلية تهدف إلى تقويض الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية وإجهاض أي جهد دولي لإحياء مسار السلام. وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والهيئات الحقوقية بالتدخل العاجل لوقف هذه الممارسات التي تشكل انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف ولحقوق الإنسان الأساسية. وأكدت حركة فتح أن الاعتقالات المستمرة لن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة نضاله المشروع ضد الاحتلال، مشددة على أن هذه الإجراءات تعكس “حالة ارتباك إسرائيلية” أمام تصاعد المقاومة الشعبية في مختلف المدن الفلسطينية. كما وصفت حركة حماس الحملة بأنها “جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الأسود”، داعية الفلسطينيين إلى التوحد لمواجهة سياسات القمع التي تستهدف كسر إرادة الشعب. وتشهد الضفة الغربية منذ أشهر تصعيدًا ميدانيًا حادًا، مع ازدياد وتيرة المداهمات الإسرائيلية التي طالت أكثر من 9200 فلسطيني منذ بداية العام الجاري، وفقاً لإحصاءات مؤسسات حقوقية. ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الحرب على غزة، ما يثير مخاوف من اتساع رقعة المواجهة لتشمل مختلف المناطق الفلسطينية في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية إلى وقف الانتهاكات الإسرائيلية واحترام القانون الدولي الإنساني
.


