كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
حماس وإسرائيل تتقدم في مفاوضات تبادل الأسرى بشرم الشيخ: خطوة نحو وقف الحرب وإعادة الاستقرار
فلسطين – العرب نيوز
أعلنت حركة حماس، اليوم الأربعاء، عن تبادل قوائم بأسماء الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم، وذلك خلال المفاوضات غير المباشرة الجارية مع إسرائيل في مدينة شرم الشيخ المصرية، وسط أجواء من التفاؤل الحذر حول إمكانية تحقيق اختراق في مسار التوصل إلى اتفاق شامل.
ووفقًا للمستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، فقد تم تبادل هذه القوائم وفق المعايير والأعداد المتفق عليها بين الطرفين، مع التركيز على ضمان التزام كل طرف بما تم الاتفاق عليه سابقًا. وأشار النونو إلى أن وفد حماس أبدى “الإيجابية والمسؤولية اللازمة لإحراز التقدم المطلوب وإتمام الاتفاق”، مضيفًا أن الوسطاء يبذلون جهودًا كبيرة لإزالة أي عقبات أمام خطوات تطبيق وقف إطلاق النار.
محاور المفاوضات
تركزت المفاوضات على ثلاث قضايا رئيسية:
1. آليات تنفيذ وقف إطلاق النار: تشمل ضمان وقف العمليات العسكرية من الطرفين على الأرض، مع إنشاء قنوات مراقبة دولية لتأكيد الالتزام.
2. انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة: بهدف إعادة السيطرة الإدارية والأمنية للسلطة الفلسطينية وتخفيف التوتر على المدنيين.
3. تبادل الأسرى: وهو الملف الأكثر حساسية، حيث يتم تبادل قوائم تضم أسماء مئات الأسرى من الطرفين، مع التفاوض على آليات التسليم ومراقبة التنفيذ لضمان عدم خرق أي طرف للاتفاق.
الأبعاد الإنسانية والسياسية
تأتي هذه التطورات في وقت حساس، بعد عامين من الحرب التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، وشردت مئات الآلاف، وألحقت دمارًا واسعًا بالبنية التحتية للقطاع. يُنظر إلى تبادل الأسرى على أنه خطوة أساسية لتهدئة الأوضاع الإنسانية وتحقيق ثقة بين الأطراف قبل الانخراط في أي اتفاق طويل المدى.
كما يمثل التقدم في هذا الملف مؤشرًا على جدية الأطراف في الالتزام بإنهاء الحرب، وهو ما يمكن أن يفتح الباب أمام تسريع عملية إعادة الإعمار، وإعادة الخدمات الأساسية، وتحسين الوضع المعيشي للمدنيين في غزة.
الوساطة الدولية والدور المصري والقطري
تتم المفاوضات بوساطة مصرية وقطرية، وتستند إلى خطة تشمل وقف إطلاق النار، تبادل الأسرى، انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية، وإعادة إعمار القطاع تحت إشراف حكومة فلسطينية تكنوقراطية. وتلعب هذه الوساطة دورًا محوريًا في تهدئة التوترات، ومنع أي محاولة لتقويض العملية السلمية.
السيناريوهات المحتملة
1. نجاح تبادل الأسرى: قد يؤدي إلى تعزيز الثقة بين الأطراف، وتمهيد الطريق لاتفاق شامل، وإعادة الاستقرار النسبي إلى القطاع.
2. تعثر الاتفاق: قد يعيد التوترات العسكرية إلى السطح، ويؤدي إلى تجدد العنف، وزيادة المعاناة الإنسانية، وربما تصعيد دولي في الضغوط على الطرفين.
تعد هذه المفاوضات خطوة حاسمة في مسار وقف الحرب وإعادة الاستقرار إلى غزة، وقد تشكل نموذجًا لكيفية معالجة النزاعات المستمرة في المنطقة من خلال الوساطات الدولية الدقيقة.


