كتب : يسرا عبدالعظيم
حقيقة مكالمة ترامب ونتنياهو بعد ردّ حماس على خطة السلام الأمريكية
كشفت مصادر أمريكية مطلعة لموقع «أكسيوس» عن تفاصيل مكالمة هاتفية حادة جمعت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب إعلان حركة حماس موافقتها المشروطة على خطة ترامب لإنهاء الحرب على غزة، والتي تم الكشف عنها الجمعة الماضية.
وبحسب المسؤول الأمريكي الذي نقل تفاصيل المكالمة، فقد اتصل ترامب بنتنياهو لمناقشة ما اعتبره “تطورًا إيجابيًا”، بعد أن ردت حماس بـ”نعم، ولكن” على المقترح الأمريكي، إلا أن نتنياهو بدا متحفظًا وغير متفائل بالخطوة، مما أثار غضب الرئيس الأمريكي.
وقال المصدر إن نتنياهو ردّ على ترامب بقوله:
“هذا ليس أمرًا يدعو للاحتفال، ولا يعني شيئًا حتى الآن.”
إلا أن رد ترامب كان صادمًا وحادًا، حيث وجه له ألفاظًا نابية قائلاً بالإنجليزية:
“You’re always so f***ing negative.”
أي: “لا أفهم لماذا أنتم دائمًا سلبيون للغاية، هذا فوز.. اغتنموه.”
وأكد مسؤول أمريكي ثانٍ أن ترامب بدا مصممًا على دفع نتنياهو للتخلي عن تحفظاته، وإقناعه بإنهاء الحرب إذا وافقت حماس على التوصل إلى اتفاق شامل، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي يعتبر ما حدث “نافذة نادرة” لتحقيق اختراق سياسي في الأزمة.
وفي المقابل، قال مسؤول إسرائيلي لموقع أكسيوس إن نتنياهو رأى في رد حماس رفضًا مقنعًا أكثر من كونه قبولًا مشروطًا، مشددًا خلال مشاورات مغلقة على ضرورة التنسيق مع واشنطن في الرد الإسرائيلي، لتفادي رواية تقول إن حماس أبدت مرونة بينما إسرائيل هي من تعرقل الخطة.
ويبدو أن الخلاف بين الجانبين يعكس تباينًا واضحًا في تقييم الموقف الميداني والسياسي، حيث يسعى ترامب إلى تسويق خطته كإنجاز دبلوماسي قد يعزز موقعه داخليًا في ظل حملة انتخابية محتدمة، بينما يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية من اليمين الإسرائيلي المتشدد الذي يرفض أي تفاوض مع حماس.
من جانبها، أعلنت حركة حماس موافقتها على أجزاء من الخطة الأمريكية لإنهاء حرب غزة، لكنها اشترطت ثلاثة أمور أساسية:
وقف الحرب بشكل نهائي.
الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة.
تسليم إدارة القطاع إلى هيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط).
وبالتوازي، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان) أن الحكومة الإسرائيلية أمرت فريقها التفاوضي بالاستعداد لإرسال وفد رسمي لمناقشة تنفيذ الخطة الأمريكية، مشيرة إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بدأت إعداد قائمة بالسجناء الفلسطينيين الذين يمكن إطلاق سراحهم ضمن صفقة تبادل الأسرى المقترحة.
ويأتي هذا التطور بعدما أوقفت القوات الإسرائيلية عملياتها الهجومية مؤقتًا في غزة، في إشارة إلى استعداد مبدئي للتعامل مع المبادرة الأمريكية، بينما وصف مكتب نتنياهو خطة ترامب بأنها “تشكل فرصة للإفراج الفوري عن جميع الأسرى الإسرائيليين”.
وتزامن ذلك مع تأكيد المستشار الألماني في حديثه لنتنياهو أن “خطة ترامب تمثل أفضل فرصة لتحرير الأسرى”، بينما وصف ترامب نفسه الاتفاق بأنه “صفقة عظيمة لإسرائيل”، معتبراً أن القبول الجزئي من حماس يشكل تحولاً غير مسبوق في مواقفها.
ومع ذلك، يبدو أن التباين في الرؤى بين ترامب ونتنياهو قد يلقي بظلاله على مسار تنفيذ الخطة الأمريكية، وسط شكوك إسرائيلية في نوايا حماس، وتشكيك فلسطيني في قدرة واشنطن على إلزام تل أبيب بأي التزامات حقيقية على الأرض.


