كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
في تحولٍ عسكري جديد يشكّل تصعيدًا لافتًا في الحرب على تهريب المخدّرات، أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغستِث أن القوات الأميركية شنت ضربة جوّية استهدفت سفينة مشتبهًا بأنها تنقل مخدّرات عبر البحر الكاريبي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أفراد كانوا على متنها.
وقال هيغستِث في منشور على منصة إكس بأن السفينة كانت “معروفة لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية بأنها تشارك في تهريب المخدّرات”، وإن العملية جرت في “مياه دولية” بناءً على توجيهات من الرئيس دونالد ترامب.
وقد يأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة عمليات متكرّرة نفّذتها الولايات المتحدة منذ أوائل سبتمبر 2025 في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي، حيث بلغ عدد الضحايا حتى اليوم ما لا يقل عن 64 شخصًا.
الضربة أثارت ردود فعل متعدّدة:
- السلطات الأميركية قالت إن الهدف من العملية هو تعطيل خطوط التهريب إلى بلادها والحيلولة دون وصول المخدّرات إلى السوق الأميركي.
- في المقابل، عبّرت منظمات حقوق الإنسان عن قلقها من غياب الشفافية في القانون الدولي والأسباب التي برّرت استخدام القوة العسكرية في هذه الضربات.
- بعض دول المنطقة، مثل فنزويلا، أعربت عن استنكارها لهذه العمليات واعتبرتها انتهاكًا للسيادة الوطنية.
وتشكّل هذه الخطوة مؤشّراً على أن الولايات المتحدة تعتبر اليوم تهريب المخدّرات “صراعاً مُسلّحاً” يشابه الحرب على الإرهاب، وتستخدم في التعامل معه صلاحيات الحرب بدلاً من الإجراءات القانونية التقليدية.
مع تداعيات هذه العملية، يترقّب المحللون أثرها على العلاقات الأميركية-اللاتينية وعلى مسارات العمل ضد تهريب المخدّرات دوليًا، خصوصًا في ظلّ توجّه واشنطن لاستخدام أدوات عسكرية أكثر فعالية.


