كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أفادت مصادر محلية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجّر صباح اليوم عربة مفخّخة تابعة لعناصر المقاومة في حي التفاح شرق مدينة غزة، في خطوة وصفت بأنها تصعيد أمني في المنطقة.
وذكرت المصادر أن الانفجار وقع في ساعات الفجر، عندما اقتحمت آليات عسكرية المنطقة، وقامت بزرع العربة المفخّخة في شارع رئيسي داخل الحي قبل تفجيرها عن بُعد. وأضافت أن الانفجار أسفر عن عدة شهداء وجرحى بين السكان المدنيين إضافة إلى عناصر المقاومة، ولم يتضح حتى الآن العدد الدقيق للضحايا بسبب تدفّق الحالات إلى مستشفيات المدينة.
من جهتها، لم تصدر حتى الساعة رداً رسمياً من جيش الاحتلال يؤكد أو ينفي ما نُشر، فيما عبّرت وزارة الصحة في قطاع غزة عن «استنكارها الشديد» لهذا النوع من «التفجير الميداني الذي يهدد حياة المدنيين في الأحياء المأهولة». وتشير الصور والفيديوهات التي تمّ تداولها إلى سحابة دخان كثيفة تصاعدت من الحي بعد الانفجار، ودمارٍ لحق بعدد من السيارات والمباني المجاورة.
ويأتي هذا الحادث في سياق تصعّد عسكري شهدته المنطقة خلال الأيام الماضية، إذ أفادت تقارير بأن الحي ذاته خضع لقصف مدفعي وجوي متكرر، ما تسبب في نزوح العديد من العائلات ومزيد من التوتر الأمني. ويرى مراقبون أن تفجير العربة المفخّخة قد يشير إلى تحوّل في الاستراتيجية الميدانية لجيش الاحتلال، نحو استخدام أساليب تستهدف ما يُوصَف بـ«القدرات المتحوّلة» لعناصر المقاومة داخل الأحياء السكنية، بدل العمليات التقليدية في الحقول المفتوحة.
من جانبها، أطلقت فصائل المقاومة نداءً إلى الأهالي في الحي والمناطق المحيطة بضرورة «الحذر الشديد» وتجنّب التجمّعات قرب الشوارع الرئيسة وقت اقتراب القوات الإسرائيلية، محذّرة من احتمال استهدافٍ جديد مماثل. كما طلبت من المنظمات الإنسانية والدولية مراقبة «انتقال العمليات العسكرية إلى قلب التجمعات السكنية».
في هذا الإطار، قالت مصادر ميدانية إن الحي شهد في الأشهر الأخيرة أعمال حفر وتجهيزٍ من قبل الآليات الإسرائيلية تحت غطاء القصف، ما استدعى تخوُّف السكان من أن تكون العربة المفخّخة جزءاً من مخطط أكبر لـ«تطويق الحي وتفكيك بنيته السكنية».
وتتزامن هذه الحادثة مع بيانات حقوقيّة دولية تحذّر من ارتفاع عدد الضحايا المدنيين جرّاء العمليات الإسرائيلية داخل المناطق المكتظة بالسكان، ما يستدعي فتح تحقيق دولي في مدى الالتزام بالقوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين أثناء الصراعات المسلحة.
مع تصاعد هذه العمليات، فإن الأنظار تتجه نحو ردهة التهدئة المفترضة في قطاع غزة، وما إذا كانت الحادثة ستؤدّي إلى ردود تنفيذية من المقاومة أو مبادرات دبلوماسية دولية لتجنّب مزيد من التدهور.


