كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
القدس – العرب نيوز
تصدرت جولة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المرتقبة في منطقة الشرق الأوسط، عناوين الصحف العالمية، بعد أن كشفت مصادر دبلوماسية عن جدول أعمال مكثف يبدأ من إسرائيل ويمتد إلى مصر والسعودية، في جولة وصفت بأنها الأكثر إثارة للجدل منذ خروجه من البيت الأبيض.
وتشير المعلومات إلى أن ترامب سيبدأ زيارته من الكنيست الإسرائيلي في القدس المحتلة، حيث من المقرر أن يُلقي خطابًا سياسيًا يتناول فيه رؤيته لما سماه “الشرق الأوسط الجديد”، وسط حضور شخصيات إسرائيلية بارزة وعدد من أعضاء الأحزاب اليمينية. وتوقعت وسائل إعلام عبرية أن تحمل الزيارة رسائل دعم واضحة للحكومة الإسرائيلية، خاصة في ظل التطورات الأمنية الأخيرة في قطاع غزة.
وبحسب مصادر قريبة من فريقه السياسي، سيتوجه ترامب بعد ذلك إلى شرم الشيخ في مصر، لحضور قمة إقليمية رفيعة المستوى تجمع قادة عربًا وغربيين، لمناقشة ملفات الأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي والطاقة. وتشير التوقعات إلى أن ترامب سيطرح مبادرة اقتصادية جديدة تستهدف جذب استثمارات أمريكية إلى مشاريع البنية التحتية في المنطقة، ضمن خططه لتعزيز نفوذ واشنطن مجددًا في الشرق الأوسط.
وسيتوقف ترامب أيضًا في الرياض للقاء مسؤولين سعوديين، في زيارة وُصفت بأنها “رمزية ومهمة”، نظرًا لتوقيتها الدقيق في ظل التطورات المتسارعة بالمنطقة، ولما تحمله من دلالات على عودة الاهتمام الأمريكي بالعلاقات الخليجية، بعد فترة من الفتور السياسي.
وتثير هذه الجولة تساؤلات حول أهداف ترامب الحقيقية، خاصة أنه يستعد للانتخابات الأمريكية المقبلة، ويراهن على ورقة السياسة الخارجية لتعزيز مكانته أمام منافسيه. ويرى محللون أن الزيارة تمثل محاولة لاستعادة صورته كـ”رجل صفقات” يسعى لإعادة ترتيب ملفات الشرق الأوسط بما يخدم مصالح واشنطن وحلفائها.
كما لفتت الأنظار مشاركة ترامب في جلسة مغلقة بمدينة شرم الشيخ مع عدد من رجال الأعمال والمستثمرين العرب، حيث سيُعرض إنفوجراف خاص يتضمن محاور رؤيته الاقتصادية للمنطقة، والتي تركز على تحفيز الاستثمارات المشتركة في مجالات الطاقة والسياحة والبنية التحتية الرقمية.
وأكدت مصادر مطلعة أن الجولة قد تشهد لقاءات غير معلنة مع بعض القادة العرب، وسط تكتم دبلوماسي كبير حول تفاصيلها الكاملة، بينما تتوقع دوائر سياسية أن تكون هذه التحركات مقدمة لعودة ترامب القوية إلى المشهد الدولي إذا ما قرر خوض السباق الرئاسي رسميًا.
ويترقب المتابعون نتائج هذه الجولة التي قد تعيد رسم بعض ملامح السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وتحدد إلى أي مدى لا يزال ترامب قادرًا على التأثير في الملفات الساخنة بالمنطقة، من الملف الفلسطيني والإسرائيلي إلى الأمن في البحر الأحمر وشرق المتوسط.
عدد المشاهدات: 0


