كتب : يسرا عبدالعظيم
جعجع: «سلّموا سلاحكم اليوم بدلًا من ذرف دموع التماسيح» — دعوة حادة لتسليم السلاح وتوتر سياسي مستمر
جاءت تصريحات رئيس حزب القوّات اللبنانيّة، سمير جعجع، حادة وواضحة، عندما طالب في حديثه الأخير الجهات المسلّحة بأن تسلّم سلاحها للدولة فورًا بدلاً من البكاء العاطفي. وقال جعجع بحسب ما نقلته وسائل إعلام لبنانية: «المطلوب من البعض، بدلًا من ذرف دموع التماسيح يوميًا، أن يسلّم سلاحه للدولة اليوم وليس غدًا»، مضيفًا أن ذلك يمكّن الدولة من القيام بواجبها في حماية الأمن وضمان سيادة القرار.
تصريحات جعجع تأتي في ظل جدل سياسي وأمني محتدم داخل لبنان حول وجود سلاح غير مؤطر بسلطة الدولة، لا سيّما بعد التطورات الإقليمية الأخيرة وتصاعد الحديث عن مخاطر الانزلاق إلى مزيد من التوتر داخل الجنوب والمناطق الحدودية. جعجع ربط موقفه بملاحظات سابقة دعا فيها الأطراف المسلّحة إلى «التعظ» من تجارب أخرى وضرورة إخضاع السلاح لمرجعية الدولة، معتبرًا أن رفض تسليم السلاح يضع هذه الأطراف «خارج القانون» و«خارج اللعبة السياسية».
مصادر محلّية وسياسية رأت في كلام جعجع رسالة موجهة أساسًا إلى حزب الله والجهات الحليفة له، وتندرج ضمن حملة ضغط سياسي واجتماعي تُطالب بعودة الدولة إلى مركز احتكار السلاح وصنع القرار الأمني. في المقابل، ثمة من يربط هذه التصريحات بسياق التوترات الإقليمية ونتائجها المحلية، ويحذر من أن لغة التصعيد قد تزيد الشرخ الداخلي وتفاقم مناخ الاستقطاب.
حتى الآن تتراوح ردود الفعل بين التأييد من قوى سياسية ومواطنين يطالبون بفرض سيادة الدولة، وبين تحذيرات من أن طرح مطلب تسليم السلاح بهذه الطريقة قد يُشعل مزيدًا من الاحتقان. المحلّلون يشددون على أن أي خطوات في هذا الملف تتطلب تخطيطًا دقيقًا وضمانات أمنية وسياسية لإدارة مرحلة نقل السلاح إلى الدولة دون شروخ أوسع أو فراغ أمني.
تصريحات جعجع أعادت إضاءة أحد أبرز الخلافات البنيوية في المشهد اللبناني: مسألة السلاح والشرعية والدور الذي يجب أن تلعبه الدولة في احتكار الوسائل الوحيدة للسلطة.


