كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
إسرائيل – العرب نيوز
أثارت وزيرة إسرائيلية موجة من الجدل السياسي والإعلامي بعد أن اقترحت حرق جثة يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في قطاع غزة، حال مقتلِه أو أَسْرِه، وذلك في تصريحات وُصفت بأنها «صادمة» و«خارجة عن الأعراف الإنسانية والدبلوماسية».
وجاءت التصريحات خلال جلسة مغلقة في الكنيست، نُقل جزء منها لاحقًا عبر وسائل إعلام محلية، حيث قالت الوزيرة — التي تنتمي إلى التيار اليميني المتشدد في الحكومة — إن «الردّ الوحيد الذي يليق بالإرهاب هو القضاء عليه بلا رحمة، وحرق جثث قادته حتى لا تتحول قبورهم إلى رموز أو مزارات».
وأثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة داخل إسرائيل وخارجها، إذ اعتبرها نواب من المعارضة «تحريضاً خطيراً» يهدد بانفجار جديد في المنطقة، فيما رأت منظمات حقوقية أن مثل هذا الطرح «ينتهك القوانين الدولية واتفاقيات جنيف التي تفرض احترام كرامة الموتى».
وفي المقابل، حاول مكتب الوزيرة التقليل من وقع التصريحات، قائلاً في بيان إن «حديثها جاء في إطار مجازي للتعبير عن الغضب الشعبي تجاه الجرائم التي تُرتكب ضد الإسرائيليين»، مؤكداً أنها «لا تدعو فعلياً إلى انتهاك القانون».
من جانبها، دانت السلطة الفلسطينية وحركة حماس هذه التصريحات، معتبرة أنها «تكشف الوجه الحقيقي للحكومة الإسرائيلية وسياساتها القائمة على الكراهية والانتقام»، مشيرة إلى أن «ما صدر يعكس ثقافة التحريض المتجذرة في أوساط بعض المسؤولين الإسرائيليين».
وفي السياق نفسه، حذر مراقبون سياسيون من أن مثل هذه التصريحات قد تزيد من حدة التوتر في وقتٍ تشهد فيه المنطقة محاولات دولية لإحياء مسار التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، خاصة بعد أسابيع من المواجهات في غزة والضفة الغربية.
ويُعد يحيى السنوار من أبرز القادة السياسيين والعسكريين لحركة حماس، وتتهمه إسرائيل بالوقوف خلف عدد من العمليات المسلحة، فيما تراه حماس رمزاً للمقاومة والصمود.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد حالة الاحتقان داخل إسرائيل نفسها، مع تزايد الانتقادات الموجهة للحكومة اليمينية المتشددة التي تواجه ضغوطاً داخلية وخارجية على خلفية سياساتها تجاه الفلسطينيين والملف الإنساني في غزة.


