كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
شرم الشيخ – عرب نيوز:
في مشهد وصفه المراقبون بالتاريخي، شهدت مدينة شرم الشيخ اليوم توقيع قادة مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا على وثيقة رسمية لإنهاء الحرب في غزة، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من السلام في الشرق الأوسط بعد أشهر من التصعيد الدموي والمعاناة الإنسانية.
وجاء التوقيع خلال قمة السلام التي استضافتها مصر برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إضافة إلى حضور عدد من القادة العرب والأوروبيين وممثلي الأمم المتحدة.
الوثيقة، التي تم اعتمادها بعد مفاوضات مطولة استمرت على مدار الأسابيع الماضية، تنص على وقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة، وبدء عملية تبادل للأسرى والمحتجزين، وفتح المعابر الإنسانية أمام المساعدات والإغاثة الدولية، تمهيدًا لإعادة إعمار القطاع بإشراف دولي وبرعاية مصرية–قطرية مشتركة.
وفي كلمته عقب التوقيع، أكد الرئيس السيسي أن الاتفاق يمثل لحظة فارقة في تاريخ المنطقة، مضيفًا: “آن للعالم أن يطوي صفحة الدماء والدمار، وأن يمنح شعوبنا الحق في العيش بسلام”. كما شدد على أن مصر ستواصل جهودها لضمان تنفيذ بنود الاتفاق، ومتابعة الترتيبات الميدانية بما يحقق الأمن والاستقرار الدائمين.
من جانبه، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن التوقيع بأنه إنجاز دبلوماسي غير مسبوق، مشيرًا إلى أن “الولايات المتحدة ملتزمة بدعم السلام وضمان استمرار التهدئة”، بينما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن “هذه الوثيقة تفتح باب الأمل أمام الفلسطينيين والعالم بأسره بعد سنوات من الصراع”.
أما أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، فقد أكد أن بلاده ستظل شريكًا أساسيًا في أي جهد يهدف إلى حفظ كرامة الإنسان الفلسطيني، داعيًا المجتمع الدولي إلى الوفاء بالتزاماته تجاه إعادة إعمار غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية.
وأظهرت الصور التي نُشرت عقب مراسم التوقيع القادة الأربعة وهم يرفعون أيديهم معًا في إشارة رمزية إلى وحدة الموقف وتغليب صوت السلام على صوت الحرب، وسط ترحيب واسع من الوفود المشاركة.
ويُتوقع أن يعقب هذا الاتفاق إطلاق مؤتمر دولي للمانحين لدعم إعمار غزة خلال الأسابيع المقبلة، برعاية الأمم المتحدة وباستضافة مصر، في خطوة تمهد لمرحلة سياسية جديدة في المنطقة تتصدرها الدبلوماسية المصرية كقوة استقرار إقليمي.
عدد المشاهدات: 0


