كتب : دينا كمال
تصلب الشرايين قد يسبب تراجعًا مبكرًا في الذاكرة لدى كبار السن
أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من معهد “هيندا وآرثر ماركوس” الأمريكي لأبحاث الشيخوخة، أن تصلب الشرايين يؤثر بشكل ملحوظ على ألياف الأعصاب في الدماغ لدى كبار السن الأصحاء إدراكيًا، مما قد يؤدي إلى تراجع مبكر في الذاكرة لديهم.
وبحسب ما ورد في مجلة Alzheimer’s & Dementia، فقد شملت الدراسة 570 شخصًا مسنًا يتمتعون بصحة إدراكية جيدة، بهدف تحديد العلاقة بين حالة الشرايين والتدهور المعرفي.
قام الباحثون بقياس مستويات سلسلة الألياف العصبية الخفيفة في الدم، وهي مؤشر حيوي يعكس تلف الأعصاب الدماغية، حيث ترتفع هذه المستويات طبيعيًا مع التقدم في العمر، لكن ارتفاعها بنسبة أكبر من المتوقع يشير إلى تسارع شيخوخة الدماغ وزيادة احتمالية التدهور المعرفي.
كما تم تقييم تصلب الشرايين باستخدام قياس سرعة موجة النبض بين الشريان السباتي والفخذي، وهو مقياس لمدى سرعة تدفق الدم من القلب إلى الساقين. وتُظهر النتائج أن الشرايين المتصلبة تفقد قدرتها على امتصاص ضغط النبض، مما يفرض عبئًا إضافيًا على القلب، وقد يتسبب مع مرور الوقت في إلحاق الضرر بالأعضاء الحساسة، وعلى رأسها الدماغ.
وأوضحت نتائج الدراسة أن ارتفاع تصلب الشرايين ارتبط بانخفاض الأداء الإدراكي في مجالات عدة، منها الذاكرة العرضية الخاصة باسترجاع الأحداث، والذاكرة العاملة المسؤولة عن حفظ المعلومات ومعالجتها، بالإضافة إلى بطء في سرعة معالجة المعلومات الذهنية.
كما بينت النتائج أن المشاركين الذين يعانون من تصلب أكبر في الشرايين أظهروا تدهورًا واضحًا في الذاكرة، ما يشير إلى أن حالة الشرايين قد تزيد من تأثير تلف الألياف العصبية على القدرات العقلية.
وفي تعليقه على النتائج، قال الدكتور لويس ليبسيتز، مدير معهد “هيندا وآرثر ماركوس”، إن هذه النتائج تؤكد أن شيخوخة الدماغ لا ترتبط فقط بتلف الأعصاب، بل تعتمد أيضًا على صحة الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ.
وأضاف ليبسيتز: “رغم أننا لا نستطيع الجزم بأن تقليل تصلب الشرايين سيمنع التدهور المعرفي، فإن النتائج توضح أن حماية الأوعية الدموية عبر السيطرة على ضغط الدم والكوليسترول، ومعالجة العوامل الوعائية الأخرى، قد يكون مفتاحًا للحفاظ على الذاكرة مع التقدم في العمر”.


