كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
فلسطين – العرب نيوز
تصاعدت حدة التوتر بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية في الأيام الأخيرة، بعد أن وجهت الحركة اتهامات مباشرة للسلطة في رام الله بمحاولة استغلال معاناة قطاع غزة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية وخارجية، في وقت يعيش فيه القطاع واحدة من أعنف الحروب وأشدها دمارًا منذ سنوات.
وقالت حماس في بيان رسمي، إن تصريحات بعض مسؤولي السلطة الفلسطينية خلال الأيام الماضية «تتعارض مع روح الوحدة الوطنية»، معتبرة أن السلطة «تسعى لإعادة فرض نفسها على المشهد الفلسطيني من بوابة الحرب الحالية، بدلًا من دعم صمود الشعب في مواجهة العدوان الإسرائيلي».
وأكدت الحركة أن «الموقف الوطني الحقيقي في هذه المرحلة يقتضي الوقوف خلف المقاومة، وليس المتاجرة بدماء الفلسطينيين لتحقيق مكاسب سياسية أو لتلميع صورة السلطة أمام القوى الدولية»، داعية إلى إنهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال والابتعاد عن أي محاولات لاستغلال المأساة لتحقيق أهداف حزبية ضيقة.
من جانبها، نفت مصادر في السلطة الفلسطينية تلك الاتهامات، مؤكدة أن الحكومة تعمل من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء المأساة الإنسانية في غزة عبر القنوات الدبلوماسية والاتصالات الدولية، وأن الهدف من تحركاتها هو «حماية الأرواح الفلسطينية وإعادة إعمار القطاع، وليس السعي وراء مكاسب سياسية».
ويرى محللون أن هذه الاتهامات تكشف عن انقسام داخلي متجدد في الساحة الفلسطينية، في وقت يحتاج فيه الفلسطينيون إلى موقف موحد لمواجهة التصعيد الإسرائيلي المتواصل، خاصة مع استمرار القصف على مناطق متفرقة من غزة وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين بشكل يومي.
وأشار خبراء إلى أن العلاقة بين الجانبين تشهد توترًا منذ سنوات، لكن الحرب الأخيرة أعادت الجدل حول مستقبل القيادة الفلسطينية ودور كل من السلطة وحماس في إدارة المرحلة المقبلة، خصوصًا مع تزايد الحديث عن خطط دولية لإعادة ترتيب الوضع في غزة بعد الحرب.
وأكد مراقبون أن استمرار هذا التراشق الإعلامي بين حماس والسلطة الفلسطينية قد يُضعف الموقف التفاوضي الفلسطيني في أي محادثات مستقبلية حول وقف إطلاق النار أو ترتيبات ما بعد الحرب، داعين إلى تغليب المصلحة الوطنية وتشكيل جبهة موحدة تمثل كل الفصائل أمام المجتمع الدولي.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتواصل فيه الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد مخرج سياسي للأزمة المتفاقمة في غزة، بينما تزداد الأوضاع الإنسانية سوءًا مع استمرار القصف الإسرائيلي وانقطاع الكهرباء والمياه ونقص الإمدادات الطبية والغذائية، ما يجعل وحدة الصف الفلسطيني أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.


