كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
فلسطين – العرب نيوز
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء اليوم السبت بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قامت بتسليم جثتي رهينتين إسرائيليتين كانتا محتجزتين في قطاع غزة، تمهيدًا لتسليمهما إلى الجيش الإسرائيلي عبر معبر كرم أبو سالم، في خطوة تحمل طابعًا إنسانيًا حساسًا وسط الأجواء المتوترة التي تشهدها المنطقة.
ونقلت قناة “كان” العبرية عن مصادر أمنية أن عملية التسليم جرت بالتنسيق بين الصليب الأحمر والجيش الإسرائيلي، بعد موافقة الفصائل الفلسطينية على نقل الجثتين وفق التفاهمات الميدانية السارية، مشيرة إلى أن العملية تمت “دون أي اشتباك أو تصعيد عسكري” في المنطقة الحدودية.
وذكرت القناة أن الجثتين تعودان إلى رهينتين تم أَسرهما خلال العمليات التي أعقبت اندلاع الحرب في غزة قبل عام، موضحة أن الجيش الإسرائيلي سيتولى إجراء فحوص الحمض النووي والتشريح الطبي للتأكد من هوية الضحيتين قبل نقلهما إلى ذويهما لدفنهما في إسرائيل.
من جانبه، أصدر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بيانًا مقتضبًا أكد فيه أن القوات تسلمت جثتين “في إطار جهد إنساني مشترك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر”، مشيدًا بـ “الجهود المتواصلة لاستعادة جميع الرهائن والمفقودين”. وأضاف أن الجيش “يواصل العمل في الميدان حتى استعادة كل الأسرى سواء أحياء أو أموات”.
في المقابل، لم تصدر حركة حماس أو أي فصيل فلسطيني بيانًا رسميًا حول تفاصيل العملية حتى الآن، بينما أشارت مصادر محلية في غزة إلى أن التسليم تم في منطقة آمنة خاضعة لإشراف دولي جزئي، في ظل استمرار المفاوضات غير المباشرة بشأن المراحل التالية من اتفاق تبادل الأسرى.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تمثل مؤشرًا على انفراجة جزئية في المسار الإنساني داخل المفاوضات، لكنها في الوقت ذاته تعكس تعقيدات الملف الأمني والسياسي الذي يعرقل التقدم نحو تسوية شاملة.
كما اعتبر محللون إسرائيليون أن تسلم جثث الرهائن “قد يستخدم سياسيًا” في الخطاب الداخلي الإسرائيلي، خصوصًا مع تصاعد الانتقادات الموجهة إلى حكومة بنيامين نتنياهو بشأن إدارة ملف الأسرى والرهائن في غزة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية المحدودة شرق القطاع، بالتوازي مع جهود الوساطة المصرية والقطرية والأممية لإتمام المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت، الذي يتضمن بنودًا إنسانية إضافية تتعلق بالمفقودين وتبادل الجثامين.
ويُذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لعبت خلال الشهور الماضية دورًا رئيسيًا في نقل الأسرى والمصابين والجثامين بين الأطراف المتحاربة، في إطار مهامها الإنسانية التي تهدف إلى الحد من معاناة المدنيين وحماية الكرامة الإنسانية وسط دوامة الصراع المستمر في غزة.


