كتب : يسرا عبدالعظيم
تركيا تخطط لتزويد سوريا بمعدات عسكرية ضمن صفقة لاستهداف المسلحين الأكراد
كشفت وكالة بلومبرغ الأمريكية، نقلًا عن مسؤولين مطلعين، أن تركيا تخطط لتزويد الحكومة السورية بمعدات عسكرية، في إطار صفقة ميدانية غير معلنة تتيح لأنقرة تنفيذ عمليات عسكرية ضد المسلحين الأكراد على طول الحدود بين البلدين.
صفقة ميدانية معقّدة
ووفقًا للتقرير، تتضمن الصفقة المقترحة تبادلًا للتنسيق الأمني والميداني بين الجانبين، بحيث تسمح دمشق لتركيا باستهداف مواقع وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) المنتشرة شمالي سوريا، مقابل حصولها على دعم لوجستي ومعدات عسكرية محددة من أنقرة.
وأضافت المصادر أن المباحثات جرت عبر قنوات أمنية خلال الأسابيع الماضية، بإشراف مباشر من مسؤولين استخباراتيين من الطرفين، في وقت تسعى فيه تركيا إلى تحييد التهديد الكردي على حدودها الجنوبية دون الانخراط في مواجهة مفتوحة مع القوات السورية أو الروسية.
تحوّل لافت في الموقف التركي
ويمثل هذا التحرك، إن تأكد رسميًا، تحولًا بارزًا في السياسة التركية تجاه دمشق، بعد سنوات من القطيعة والتوتر على خلفية الحرب السورية.
وتسعى أنقرة، بحسب التقرير، إلى إعادة ضبط علاقاتها مع النظام السوري، خصوصًا في ظل تعقّد المشهد الإقليمي واشتداد الضغوط الاقتصادية والسياسية داخليًا.
ويرى مراقبون أن الخطوة التركية المحتملة تأتي ضمن استراتيجية “خفض التصعيد مقابل التنسيق الأمني”، التي تهدف إلى تحقيق مكاسب ميدانية من دون الاصطدام بالمجتمع الدولي أو تعريض القوات التركية لمخاطر إضافية.
الأكراد في بؤرة الصراع مجددًا
تأتي هذه التطورات بينما تواصل القوات الكردية تعزيز مواقعها في شمال شرق سوريا بدعم أمريكي، الأمر الذي تعتبره أنقرة تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
وقد نفّذت تركيا خلال السنوات الماضية عدة عمليات عسكرية عبر الحدود استهدفت وحدات حماية الشعب، التي تصنفها كفرع سوري لحزب العمال الكردستاني (PKK).
موقف دمشق واحتمالات التصعيد
حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من الحكومة السورية بشأن ما ورد في تقرير بلومبرغ، إلا أن محللين يرون أن التقارب الميداني المحتمل قد يكون مقدمة لاتفاق أوسع في المستقبل يشمل ترتيبات أمنية مشتركة على الحدود الشمالية.
في المقابل، تحذر مصادر دبلوماسية من أن أي تعاون عسكري تركي-سوري قد يثير توترات مع واشنطن، نظرًا لوجود القوات الأمريكية في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد ودعمها لهم في إطار محاربة تنظيم “داعش”.
تعكس هذه التطورات المتسارعة تغيرًا واضحًا في موازين القوى داخل الملف السوري، حيث يبدو أن أنقرة ودمشق تقتربان من مرحلة تنسيق ميداني جديد، مدفوعتين بالمصالح الأمنية المتبادلة أكثر من أي تقارب سياسي فعلي.


