كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
الولايات المتحدة | العرب نيوز
كشف موقع أكسيوس الأمريكي عن استعدادات مكثفة تجري خلف الكواليس لتنظيم قمة دولية كبرى في القاهرة الأسبوع المقبل، يقودها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بمشاركة زعماء عرب وأوروبيين، لمناقشة مستقبل قطاع غزة، وإطلاق خطة سلام شاملة تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أشهر، وفتح الطريق أمام مرحلة جديدة من إعادة الإعمار.
القمة، التي سيشارك فيها ممثلون عن مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن، إلى جانب دول أوروبية بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا، ستناقش ما وصفه التقرير بـ“خطة ترامب لإعادة تشكيل مسار الصراع في الشرق الأوسط”، وهي مبادرة تتضمن حزمة من البنود أبرزها ضمان وقف إطلاق النار بشكل دائم، وتأسيس آلية إشراف دولي على الإعمار والمساعدات، وتنسيق الجهود الأمنية لضمان عدم عودة التوتر.
ووفقًا لمصادر مطلعة تحدثت لـأكسيوس، فإن ترامب يعتزم تقديم مقترح واضح يتضمن إنشاء “تحالف دولي للسلام في غزة” بقيادة أمريكية، مع إشراك دول عربية في التمويل والإدارة الميدانية للمشروعات الإنسانية. وسيكون الهدف الأساسي هو تخفيف النفوذ الإيراني في القطاع، وخلق بيئة أكثر استقرارًا تسمح بإطلاق عملية سياسية طويلة الأمد برعاية أمريكية.
وأوضحت المصادر أن جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق، وستيف ويتكوف، أحد المقربين من الرئيس الأمريكي السابق، وصلا بالفعل إلى شرم الشيخ للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية التي تُجرى بين ممثلين عن إسرائيل وحركة حماس، في محاولة لوضع الخطوط العريضة قبل القمة المنتظرة.
ويشير التقرير إلى أن واشنطن تراهن على القمة لتقديم ترامب مجددًا كـ“رجل الصفقات” القادر على الجمع بين المتنازعين في لحظة دولية معقدة، في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس جو بايدن إلى الحفاظ على نفوذها في المنطقة بعد سلسلة من التحولات الجيوسياسية التي فرضتها الحرب على غزة.
من جانب آخر، نقلت صحيفة ذا غارديان عن دبلوماسي أوروبي قوله إن “القاهرة ستتحول الأسبوع المقبل إلى مركز القرار السياسي في الشرق الأوسط”، مؤكدًا أن القمة قد تُحدد مستقبل العلاقات العربية – الأمريكية خلال المرحلة المقبلة، وأن مخرجاتها “قد تعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة إذا نجحت”.
أما في الأوساط العربية، فتسود حالة من الترقب الحذر؛ فبينما ترحب بعض العواصم بفكرة القمة باعتبارها فرصة لإحياء مسار السلام، يرى آخرون أن المبادرة قد تكون محاولة لإعادة تسويق الدور الأمريكي على حساب المبادرات الإقليمية. ومع ذلك، يظل انعقادها في القاهرة دلالة واضحة على الدور المصري المحوري في إدارة الملفات الإقليمية الحساسة، خصوصًا المتعلقة بالملف الفلسطيني.
ومن المقرر أن يصل ترامب إلى مطار القاهرة الدولي في منتصف الأسبوع المقبل، حيث سيعقد لقاءات ثنائية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد من الزعماء العرب قبل الجلسة الافتتاحية الرسمية للقمة، التي ستشهد مشاركة رفيعة المستوى من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
القمة المنتظرة — إن عُقدت بنجاح — قد تمثل منعطفًا جديدًا في جهود التسوية بالشرق الأوسط، وتعيد إلى الواجهة الدور الأمريكي الذي تراجع في السنوات الأخيرة، بينما تبقى الأنظار شاخصة نحو القاهرة التي تستعد لاستقبال واحدة من أهم القمم السياسية في عام 2025.


