كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
العرب نيوز – واشنطن
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الأميركية والدولية، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن تشكيل ما أسماه «مجلس إعادة تطوير غزة»، مؤكداً أنه سيتولى رئاسته بنفسه، في إطار ما وصفه بـ«رؤية جديدة لإعادة بناء القطاع بعد الحرب».
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي عُقد في منتجعه بولاية فلوريدا، إن المجلس الجديد يهدف إلى «توجيه الجهود الدولية لإعادة إعمار غزة بطريقة تضمن السلام والاستقرار الدائم»، مضيفاً أن خطته تتضمن مشاركة شركات أميركية وعربية كبرى في مشروعات بنية تحتية، تشمل الإسكان والكهرباء والمياه.
وأكد أن المبادرة ستكون «مستقلة عن الأمم المتحدة»، وستمول من خلال «تحالف من الدول الراغبة في دعم الاستقرار في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أنه تلقى «إشارات إيجابية» من بعض الدول الخليجية للمشاركة في المبادرة، دون أن يحدد أسماء تلك الدول.
وأثار الإعلان ردود فعل متباينة داخل الولايات المتحدة؛ إذ رحّب بعض مؤيدي ترامب بالفكرة واعتبروها «خطوة ذكية لاستعادة الدور الأميركي في المنطقة»، بينما وصفها آخرون بأنها «محاولة سياسية جديدة لكسب الأضواء واستغلال الأزمة الإنسانية لأغراض انتخابية».
وفي المقابل، عبّر مسؤولون في الإدارة الأميركية الحالية عن استغرابهم من تصريحات ترامب، مشيرين إلى أن أي جهود لإعادة إعمار غزة يجب أن تتم «بالتنسيق مع الحكومة الشرعية في واشنطن وبموافقة المؤسسات الدولية».
محللون سياسيون رأوا أن إعلان ترامب يعكس مسعى مبكراً لترسيخ نفوذه في السياسة الخارجية، استعداداً للانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدين أن رئاسته لمجلس كهذا – في حال تحققت – قد تُحدث توتراً جديداً في العلاقة بينه وبين إدارة بايدن.
يأتي هذا التطور في وقت لا تزال فيه الجهود الدولية لإعادة إعمار غزة تواجه صعوبات كبيرة، بسبب استمرار الخلافات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل حول ترتيبات ما بعد الحرب، واشتراطات الجهات المانحة لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها دون عوائق.


