كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
واشنطن…العرب نيوز
شهدت العاصمة الأمريكية تحوّلاً مفاجئًا في قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بشأن نشر القوات الفيدرالية في مدينة سان فرانسيسكو، بعد سلسلة محادثات مكثفة بين البيت الأبيض والمسؤولين المحليين بالمدينة.
وجاء القرار بعد جدل واسع أثاره الإعلان الأولي لنشر القوات الفيدرالية، الذي أثار انتقادات من حاكم ولاية كاليفورنيا ورئيس بلدية سان فرانسيسكو، بالإضافة إلى تحذيرات حقوقية وقانونية بشأن تدخل القوات الفيدرالية في الشؤون المحلية.
وقالت مصادر مطلعة على المحادثات إن ترامب أبدى مرونة بعد مناقشات مطوّلة مع مسؤولي الولاية، مؤكدًا أن الأولوية ستكون لتنسيق الجهود الأمنية مع السلطات المحلية بدل التدخل المباشر للقوات الفيدرالية. وأضافت المصادر أن الرئيس السابق شدد على أهمية الحفاظ على النظام والأمن، لكنه أقر بضرورة احترام الصلاحيات المحلية للولاية والمدينة.
وكانت الأنباء الأولية قد أشارت إلى أن الإدارة الفيدرالية تعتزم إرسال وحدات من الأمن الفيدرالي لتأمين بعض المرافق الحكومية ومكافحة الجرائم، في خطوة اعتبرها كثيرون تصعيدًا قد يزيد التوتر بين الحكومة الفيدرالية والحكومات المحلية. ومع تراجع القرار، يبدو أن الحوار المباشر مع المسؤولين المحليين لعب دورًا محوريًا في تخفيف حدة التوتر.
ومن جانبها، رحبت بلدية سان فرانسيسكو بقرار التراجع، معتبرةً أنه يعكس التزامًا بالحوار والتعاون بين السلطات الفيدرالية والمحلية، معربة عن أملها في استمرار التنسيق لضمان الأمن العام دون اللجوء إلى أي خطوات قد تثير انقسامات مجتمعية.
ويُنظر إلى هذه التطورات على أنها مؤشر على تزايد الضغوط على الحكومة الفيدرالية لتبني أساليب أكثر تشاورًا مع السلطات المحلية في إدارة قضايا الأمن والنظام، خصوصًا في المدن الكبرى التي تواجه تحديات متصاعدة في مجالات الجريمة والنزاعات المدنية.
هذا القرار يأتي في وقت حساس سياسيًا، حيث تتصاعد المناقشات حول دور الحكومة الفيدرالية في الأمن الداخلي، وتزداد الدعوات لضمان أن أي تدخل في الشؤون المحلية يراعي القوانين الفيدرالية والمحلية على حد سواء.
تصريحات المسؤولين المحليين بعد التراجع أشارت إلى أهمية الحوار المباشر، مؤكدين أن التعاون بين الحكومة الفيدرالية والسلطات المحلية يبقى الخيار الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار دون تصعيد التوترات.
يمكن اعتبار هذه الخطوة نقطة انعطاف في العلاقة بين الإدارة الفيدرالية والولايات الأمريكية، حيث أعطت نموذجًا للتعامل التفاوضي في الأزمات التي قد تنشأ بين المستويات المختلفة للسلطة.


