كتب : يسرا عبدالعظيم
ترامب ورمز السلام” – دلالات نشر البيت الأبيض لصورة “رئيس السلام”
نشر البيت الأبيض صورة للرئيس دونالد ترامب تحمل عبارة “رئيس السلام” (President of Peace)، تزامنًا مع التوصل إلى اتفاق مرحلي بين إسرائيل وحماس.
وتأتي هذه الخطوة في سياق محاولات البيت الأبيض رسم صورة إعلامية لترامب باعتباره وسيطًا ومُروِّجًا للسلام، في وقت تُجري فيه مفاوضات لإنهاء الصراع في غزة.
1. السياق السياسي والدبلوماسي
لا يُعد هذا النشر مجرد ترويج إعلامي عابر، بل رسالة رمزية ترافق تقدمًا في المفاوضات بين إسرائيل وحماس وفق خطة دعم أمريكي. فحينما تُنشَر صورة رسمية من البيت الأبيض تحمل عبارة مثل “رئيس السلام”، فإنها تهدف إلى التأكيد على دور ترامب كلاعب محوري في صفقة وقف النار أو تبادل الأسرى. وقد أعلن ترامب مسبقًا أن الجانبين وقعا على “المرحلة الأولى” من خطة السلام المدعومة من إدارته.
2. الأبعاد الإعلامية والدعائية
المقصود من مثل هذا النشر هو رفع صورة الرئيس ترامب في الإعلام الدولي وكأنه هو من يقود الجسر نحو الحلّ.
هذه الخطوة تعبِّر عن استثمار سياسي في الرمزية: أن تُصوَّر على أنها إعلان رسمي يعزز من شرعية دوره في السلام.
في الوقت نفسه، قد يُواجه هذا الإعلان بشكوك من أطراف تراها مبالغة أو استباقًا للتقييم الفعلي لما قد يُنفَّذ على الأرض.
3. مصداقية الرسالة والتحديات
بوسع المنتقدين القول إن نشر مثل هذه الصورة قد يكون مبكرًا، إذا لم تتحقق البنود المعلنة من الاتفاق أو إذا فشلت المفاوضات لاحقًا.
كما أن نتائج الاتفاق المرحلي، مثل الإفراج عن الرهائن ووقف التصعيد، ستكون محط الفعل الحقيقي، ولن تكفي الرمزية وحدها لضمان نجاحها.
لذلك، تُعد الصورة جزءًا من المعركة الإعلامية الناعمة التي ترافق الصراع الدبلوماسي بين الأطراف المعنية.
4. عواقب محتملة ودلالات طويلة الأمد
إذا نجحت الاتفاقات وبدأ تطبيقها، فإن الصورة قد تتحوّل إلى وثيقة تاريخية تُذكَّر ببدء تحوّل.
أما إذا انهارت المفاوضات أو فشلت في الوفاء بالمطلوب، فستُنظر إلى هذه الصورة على أنها محاولة دعائية غير متوافقة مع الواقع.
من جهة أخرى، سيُتابع المراقبون كيف سيُستخدم هذا المنصب الرمزي “رئيس السلام” في الخطاب الدولي والإعلامي مستقبلاً.


