كتب : دينا كمال
تراجع عالمي في البورصات وصعود قياسي للذهب وسط ضغوط على الدولار
شهدت الأسواق المالية العالمية اليوم الجمعة تراجعات حادة في مؤشرات الأسهم، بالتزامن مع ارتفاع قياسي لأسعار الذهب وتراجع ملحوظ في قيمة الدولار الأمريكي، في ظل تصاعد المخاوف من أزمة جديدة في القطاع المصرفي الإقليمي بالولايات المتحدة.
وأفادت تقارير لوكالة “رويترز” بأن أسهم البنوك الأمريكية تعرضت لهبوط جماعي، بعدما كشفت بنوك إقليمية مثل Zions وWestern Alliance عن خسائر مالية وممارسات مشبوهة، ما أثار قلق المستثمرين بشأن استقرار القطاع المالي الأميركي.
وانعكست هذه التطورات على الأسواق العالمية، حيث سجلت مؤشرات الأسهم الأوروبية والآسيوية تراجعًا جماعيًا، إذ هبط مؤشر داكس الألماني ومؤشر فوتسي 100 البريطاني، فيما تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بنسب تراوحت بين 0.6% و1.4% خلال التعاملات الصباحية.
وفي المقابل، اتجه المستثمرون نحو الملاذات الآمنة، ما دفع أسعار الذهب الفوري إلى تجاوز مستوى 4,300 دولار للأونصة، لتسجل مستويات قياسية جديدة بلغت حوالي 4,378 دولارًا للأونصة في ذروة التداولات، وفقًا لموقع “FXStreet”.
ويرى محللون أن هذا الصعود التاريخي يعود إلى تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الأشهر المقبلة، إضافة إلى ضعف الدولار في الأسواق العالمية.
أما الدولار الأمريكي فقد واصل خسائره للأسبوع الثالث على التوالي، متجهًا نحو أسوأ أداء أسبوعي منذ أغسطس الماضي، حيث تراجع مؤشر الدولار بأكثر من 0.7% أمام سلة من العملات الرئيسية، مع ارتفاع كل من الفرنك السويسري والين الياباني باعتبارهما عملتين ملاذتين آمنتين.
ويأتي هذا التراجع وسط توترات تجارية متزايدة بين واشنطن وبكين، إلى جانب القلق من احتمال تباطؤ الاقتصاد الأميركي، وهو ما جعل المستثمرين يتجهون نحو الأصول الأكثر أمانًا.
ويرى خبراء الاقتصاد أن استمرار هذه الاضطرابات قد يدفع البنوك المركزية الكبرى إلى مراجعة سياساتها النقدية خلال الربع الأخير من العام، خاصة في ظل الضغوط التضخمية وتذبذب حركة رؤوس الأموال العالمية.


