كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
تحقيقات إسرائيلية تؤكد فشل محاولة اغتيال قادة حماس في الدوحة
العرب نيوز – الدوحة
بدأ جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” تحقيقات واسعة لكشف ملابسات فشل العملية العسكرية التي استهدفت قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، والتي عُرفت بعملية “قمة النار”.
وقالت مصادر إسرائيلية إن الغارة، التي نُفذت في 9 سبتمبر الجاري، لم تحقق هدفها الأساسي المتمثل في اغتيال الصف الأول من قيادة حماس، رغم سقوط عدد من القتلى بينهم مساعدون ومسؤولون أقل رتبة، إلى جانب نجل القيادي خليل الحية ومدير مكتبه، إضافة إلى ضابط أمن قطري.
وأكدت حماس أن قياداتها العليا نجت من الاستهداف، معتبرة أن المحاولة الإسرائيلية تعكس “إفلاساً سياسياً وأمنياً”، فيما شددت الدوحة على أن الهجوم يمثل “انتهاكاً صارخاً للسيادة القطرية”، وأعلنت وزارة الداخلية القطرية سقوط رجل أمن وإصابة آخرين.
في المقابل، أثارت العملية جدلاً واسعاً داخل إسرائيل، حيث وجّهت المعارضة انتقادات حادة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، محذرة من أن الفشل في تصفية قيادات حماس سيترك إسرائيل أمام مأزق سياسي وأمني داخلي، فضلاً عن تداعيات دبلوماسية معقدة مع الدول الإقليمية والداعمة للوساطة.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن الهجوم قد ينعكس سلباً على الجهود الدولية الرامية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وسط دعوات دولية متصاعدة لعدم التصعيد وحماية المسار السياسي.
ويرى مراقبون أن فشل عملية الدوحة سيُضعف الموقف الإسرائيلي في أي مفاوضات مقبلة، خصوصاً مع تصاعد الأصوات الدولية المطالبة بوقف الحرب على غزة. فبينما كانت تل أبيب تسعى إلى فرض شروطها من موقع القوة، أظهر الإخفاق الأخير حدود قدرتها على تصفية قيادة حماس، الأمر الذي قد يمنح الحركة هامشاً أكبر في أي تسوية محتملة، ويزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية للقبول بوقف إطلاق النار وفقاً لشروط الوسطاء الدوليين.


