كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” من مخاطر انهيار قطاع التعليم في غزة، مشيرة إلى أن الوضع الراهن يهدد مستقبل جيل كامل من الطلاب في القطاع الفلسطيني، ويضع الأطفال أمام تحديات كبيرة في اكتساب المهارات الأساسية والحفاظ على استمرار تحصيلهم العلمي.
وأكدت المنظمة في بيان رسمي أن أكثر من نصف المدارس في غزة تواجه صعوبات كبيرة نتيجة الأزمات المتكررة، سواء من الناحية المادية أو اللوجستية، ما يضع الطلاب في ظروف تعليمية غير مستقرة ويؤثر على تحصيلهم العلمي، ويزيد من معدلات التسرب المدرسي.
وأشار البيان إلى أن انقطاع التيار الكهربائي، ونقص المستلزمات التعليمية، وتضرر بعض المدارس بشكل جزئي أو كامل نتيجة الأحداث العسكرية، كلها عوامل أسهمت في زيادة هشاشة نظام التعليم في القطاع، موضحة أن هذه التحديات لا تقتصر على البنية التحتية، بل تشمل جودة التعليم والتدريب المستمر للمعلمين.
وقالت اليونيسف إن الأطفال هم الأكثر تضرراً، حيث إن الفقدان المتواصل لساعات الدراسة والفرص التعليمية يعرضهم لصعوبات نفسية واجتماعية على المدى الطويل، وقد يساهم في زيادة أعداد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس مستقبلاً. كما أكدت المنظمة أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى خسارة جيل كامل من الموارد البشرية المؤهلة، ما ينعكس سلباً على جهود إعادة الإعمار والتنمية في غزة.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي والدول المانحة إلى التدخل العاجل لدعم المدارس والمؤسسات التعليمية، وتوفير المساعدات اللازمة لضمان استمرار العملية التعليمية بشكل طبيعي، وحماية حقوق الأطفال في التعليم. كما أكدت اليونيسف على ضرورة تضافر الجهود مع السلطات المحلية لضمان صيانة المدارس وتزويدها بالمستلزمات الأساسية وتأمين بيئة تعليمية مستقرة وآمنة.
وفي هذا السياق، شددت المنظمة على أن حماية الأطفال وضمان تعليمهم حق أساسي يجب أن يحظى بالأولوية القصوى، محذرة من أن أي تأخير في الاستجابة لهذه الأزمة قد يفاقم الفجوة التعليمية ويترك آثاراً طويلة الأمد على المجتمع بأسره.
هذا التحذير الأممي يسلط الضوء على أزمة تتطلب استجابة عاجلة وتعاوناً دولياً لضمان أن لا يتحول الجيل الحالي من أطفال غزة إلى “جيل ضائع” نتيجة الانهيار المستمر في قطاع التعليم.


