كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
المملكة المتحدة | العرب نيوز
شهدت العاصمة البريطانية لندن حدثًا تاريخيًا نادرًا، حيث شارك الملك تشارلز الثالث في صلاة مشتركة مع البابا ليون الرابع عشر، في مراسم وصفها المراقبون بأنها أول لقاء روحي جماعي بين العاهل البريطاني ورئيس الكنيسة الكاثوليكية منذ أكثر من 500 عام.
وجرت الصلاة في كاتدرائية القديس بولس بلندن، بحضور عدد من الشخصيات الدينية والسياسية من مختلف أنحاء العالم، في رسالة قوية لتعزيز الحوار بين الأديان والتقارب بين الطوائف المسيحية. وامتدت مراسم الصلاة إلى نحو ساعة، تضمنت تلاوة نصوص دينية مشتركة وترانيم صوفية، مع التركيز على قيم السلام والتعايش والوحدة.
وأكد الملك تشارلز الثالث في كلمته خلال الحدث أن هذا اللقاء التاريخي يعكس أهمية تعزيز الاحترام المتبادل بين مختلف الطوائف الدينية، مشددًا على دور القيادة الروحية في توجيه المجتمعات نحو التفاهم والسلام. وأضاف أن الوحدة الدينية ليست مجرد رمزية، بل أساس لبناء مجتمع متماسك يقوم على التسامح والتعاون.
من جانبه، أعرب البابا ليون الرابع عشر عن سعادته بالمشاركة في الصلاة المشتركة، مشيرًا إلى أن هذا الحدث يمثل خطوة هامة في إعادة بناء جسور التواصل بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الإنجليزية بعد قرون من الانفصال التاريخي. وأكد على ضرورة العمل المشترك من أجل نشر قيم المحبة والتسامح، ومواجهة التحديات العالمية التي تتطلب تضافر الجهود بين الأديان والمجتمعات.
وشهد الحدث حضور ممثلين عن الكنائس البروتستانتية والأرثوذكسية، بالإضافة إلى شخصيات دبلوماسية وسياسية، مما أضفى على الصلاة طابعًا عالميًا، وعكس أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الديانات في تعزيز السلام والتفاهم بين الشعوب.
ووصفت وسائل الإعلام الدولية هذا اللقاء بأنه علامة فارقة في العلاقات بين الكنائس المسيحية، حيث يمثل تجاوزًا للتاريخ الطويل من الانقسامات والصراعات العقائدية، ويعكس رغبة مشتركة في فتح صفحة جديدة من الحوار والتعاون.
وتُختتم مراسم الصلاة بدعوات مشتركة للسلام في مناطق النزاع حول العالم، ولتعزيز الجهود الإنسانية والخيرية، في رسالة رمزية مفادها أن الدين يمكن أن يكون جسرًا للتقارب والوحدة بدلًا من أن يكون سببًا للانقسام.


