كتب : يسرا عبدالعظيم
بيان مشترك : الإمارات والسعودية ومصر والولايات المتحدة يدعون إلى هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر في السودان
في خطوة دبلوماسية بارزة، أصدرت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والجمهورية المصرية والولايات المتحدة بيانًا مشتركًا دعا فيه إلى هدنة إنسانية في السودان لمدة أولية قدرها ثلاثة أشهر. تأتي هذه الدعوة في إطار خطة سلام جديدة تهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية المستمرة منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
بيان الدول الأربع يتضمن مجموعة من النقاط الأساسية التي تهدف إلى إنهاء التصعيد وفتح مسارات تسويقية سلمية تشمل:
الهدنة الإنسانية لثلاثة أشهر لتمكين وصول المساعدات إلى جميع مناطق السودان دون عوائق.
الانتقال فورًا بعد ذلك إلى وقف دائم لإطلاق النار، يضع الأساس لمرحلة انتقالية شاملة وشفافة.
مسار انتقال سياسي يُنفَّذ خلال تسعة أشهر لتشكيل حكومة مدنية مستقلة تتمتع بقدر عالٍ من الشرعية والمساءلة.
النزاع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع اندلع في أبريل 2023، وشهد تصاعدًا في العنف وتدميرًا للسكان والبنية التحتية.
ملايين من المدنيين تهجروا داخليًا وخارجيًا، ونقص حاد في المساعدات الطبية والغذائية.
الهدنة المقترحة تأتي في ظل ضغوط دولية متزايدة لإنهاء المعاناة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
رغم النوايا الواضحة، ثمة عدة عقبات محتملة:
رفض بعض الأطراف: قد ترفض بعض الفصائل أو الجهات المقاتلة الالتزام الكامل بالهدنة أو قد توجد اختلافات حول المشاركة في السلطة السياسية لاحقًا.
سيطرة مناطق النزاع: إن الدخول البيني (جانب الدعم السريع والجيش) لمنطقتي النزاع بشكل فعّال ضروري لضمان تنفيذ الهدنة.
مراقبة التنفيذ وضمان المساءلة: يتطلب الأمر آليات دولية ومحلية لضمان أن الأطراف تحترم الهدنة، وتعامل مع الانتهاكات إذا وقعت.
الوضع الإنساني واقتصادي مريع: الأزمات المعيشية والمجاعة المحتملة والتشريد واسعة، تجعل الوقت عاملًا حرجًا في كيفية تسليم المساعدات وحماية المدنيين.
تعكس الدعوة المشتركة من الإمارات والسعودية ومصر والولايات المتحدة رغبة إقليمية ودولية متزايدة في التوصل إلى حل سياسي للنزاع، وليس مجرد توقف مؤقت للقتال.
تمثل هذه المبادرة محاولة لإشراك الفاعلين الدوليين في إعادة التوازن في السودان، ودعم انتقال نحو الحكم المدني.
في حال تطبيق الهدنة ونجاحها، فقد تكون نقطة تحول تاريخية للسودان، تساعد على تجنيب البلاد مزيدًا من التدهور وتوفير فرص لإعادة بناء. السودان
كما يعد إعلان الإمارات والسعودية ومصر والولايات المتحدة عن هدنة إنسانية لثلاثة أشهر هو محاولة جدية لوقف نزيف عمره عامان في السودان. ولكن نجاحها يعتمد على إرادة الأطراف المتنازعة، وضغوط دولية مستمرة، وآليات شفافة للمراقبة والتطبيق. إذا تم الالتزام الكامل، فقد تُمهد هذه الهدنة الطريق نحو سلام دائم وتحول سياسي يُنقذ حياة الملايين.


