كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قوات بلاده قد أطبقت حصارًا على المواقع الأوكرانية في مدينتي كوبيانسك وكراسنوارميسك، مشيراً إلى أن القوات الروسية تتقدم على جميع المحاور العسكرية في المنطقة، في خطوة وصفها بأنها «تحقيق للهدف الاستراتيجي على الجبهة الشرقية».
وجاءت تصريحات بوتين خلال اجتماع موسع لقيادات الجيش الروسي، حيث أكد أن العمليات العسكرية تهدف إلى «قطع خطوط الإمداد الرئيسية للعدو وإضعاف قدرته على المقاومة»، مشيراً إلى أن الحصار على هذه المواقع يمثل جزءاً من خطة موسعة لتأمين السيطرة على النقاط الاستراتيجية في إقليم خاركيف.
وأضاف بوتين أن القوات الروسية تواصل تنفيذ عمليات مركزة على محاور متعددة لضمان السيطرة الكاملة على المنطقة، مع التركيز على تقليل الخسائر البشرية وضمان سلامة المدنيين قدر الإمكان. كما شدد على أن الحصار المطبق على الوحدات الأوكرانية يفرض خيارين: الاستسلام أو الانسحاب الآمن وفق شروط محددة، مؤكداً أن الجيش الروسي مستعد لضمان مرور آمن للجنود الذين يختارون الانسحاب.
من جهتها، نفت القيادة الأوكرانية صحة الحصار الكامل، ووصفت إعلان بوتين بأنه «محاولة إعلامية لإضعاف الروح المعنوية للقوات»، مؤكدة أن قواتها ما تزال مسيطرة على أجزاء واسعة من كوبيانسك وكراسنوارميسك، وأنها مستمرة في الدفاع عن مواقعها والرد على أي محاولات تقدم روسية.
ويشير محللون عسكريون إلى أن الحصار الجزئي ومحاولات التقدم الروسي تهدف إلى الضغط النفسي على الجنود الأوكرانيين، وتقويض قدرتهم على الاستمرار في القتال، مع التأكيد أن المعارك على الأرض لا تزال متقلبة، وأن السيطرة على المدن الاستراتيجية لن تكون سهلة بسبب المقاومة المستمرة والتضاريس الصعبة.
وتأتي هذه التصريحات في سياق تصعيد متواصل على الجبهة الشرقية لأوكرانيا، حيث تظل كوبيانسك وكراسنوارميسك نقاطاً محورية لخطوط الإمداد والاستراتيجية العسكرية، ويخشى خبراء أن يؤدي أي تصعيد جديد إلى مواجهات أوسع في المنطقة، مع تأثير مباشر على المدنيين والعمليات الإنسانية.


