كتب : يسرا عبدالعظيم
بنك الشعب الصيني يسعى عبر بورصة شنغهاي لجذب البنوك الصديقة لشراء الذهب وتخزينه محلياً
في خطوة تعكس تصاعد نفوذ الصين في أسواق المعادن النفيسة، كشف بنك الشعب الصيني عن مساعٍ جديدة عبر بورصة شنغهاي الدولية للذهب تهدف إلى جذب البنوك المركزية “الصديقة” لشراء الذهب وتخزينه محلياً في الصين.
تعزيز مكانة الصين كمركز عالمي للذهب
تأتي هذه المبادرة في وقت تتجه فيه العديد من الدول لتنويع احتياطياتها بعيداً عن الدولار الأمريكي، حيث تمثل الصين اليوم أحد أكبر مستهلكي الذهب عالميًا، إضافة إلى كونها المنتج الأكبر له. ويسعى البنك المركزي من خلال هذه الآلية إلى تحويل بورصة شنغهاي إلى منصة استراتيجية عالمية لتداول وتخزين الذهب، بما يوازي مراكز مالية تقليدية مثل لندن وزيوريخ.
تقليل الاعتماد على الغرب
وفق محللين، فإن هذه الخطوة تندرج ضمن جهود بكين لتقليل الاعتماد على البنية التحتية المالية الغربية، وخلق شبكة اقتصادية موازية مع شركائها الاستراتيجيين في آسيا، الشرق الأوسط، وأفريقيا. ومن خلال دعوة البنوك المركزية إلى تخزين الذهب في شنغهاي، فإن الصين تسعى إلى تعزيز ثقة الشركاء في بنيتها المالية وتقليل المخاطر المرتبطة بالعقوبات الدولية.
أبعاد اقتصادية وجيوسياسية
يرى خبراء الاقتصاد أن هذه الاستراتيجية قد تمنح الصين نفوذًا إضافيًا في سوق الذهب العالمي، وتوفر لها أداة لتعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي مع الدول الحليفة. كما أن وجود مخزونات ذهبية أجنبية داخل الصين قد يشكل رافعة إضافية لدعم عملتها المحلية اليوان في إطار مساعي تدويلها على المدى الطويل.
مستقبل الأسواق
توقع مراقبون أن تلقى هذه المبادرة اهتمامًا متزايدًا من دول تسعى لتأمين احتياطياتها من الذهب في وجه التقلبات الجيوسياسية. وفي حال نجاح الخطة، فإن بورصة شنغهاي قد تتحول إلى لاعب محوري ينافس مراكز الذهب العالمية التقليدية، ويدعم إعادة تشكيل موازين القوى في النظام المالي الدولي.


