كتب : يسرا عبدالعظيم
بريجيت ماكرون تعلن عن خطوتها الكبرى
في خطوة جديدة تعكس طموحها الشخصي واستقلاليتها بعد سنوات من العمل في الظلّ، أعلنت السيدة الفرنسية الأولى بريجيت ماكرون أنها لن تتخلى عن شغفها بالتعليم والتدريس، مؤكدة نيتها الاستمرار في نشاطها المهني حتى بعد مغادرة زوجها، الرئيس إيمانويل ماكرون، قصر الإليزيه في عام 2027.
مشروع “LIVE”.. شغف لا ينتهي
تُعدّ بريجيت ماكرون من أبرز الداعمين لمبادرة “LIVE”، وهي شبكة تعليمية تهدف إلى إعادة دمج البالغين في سوق العمل، من خلال برامج تدريب وتأهيل مهني لمن تجاوزوا سن الخامسة والعشرين، خصوصًا أولئك الذين انقطعوا عن التعليم أو فقدوا وظائفهم.
وفي مقابلة مع مجلة جالا، أكدت السيدة الأولى الفرنسية أنها ستواصل الإشراف على المشروع بعد انتهاء الولاية الرئاسية، قائلة:
“لن أتوقف أبدًا عن التدريس، لا أريد ذلك على الإطلاق. إنه جزء مني ويشكّل جزءًا مهمًا من حياتي.”
زيارة بريجيت الأخيرة لعدد من مدارس المبادرة في مرسيليا وروبيه، عكست حماسها الكبير للتفاعل المباشر مع الطلاب، وتشجيعهم على استعادة الثقة بالنفس وبناء مستقبل مهني جديد.
دلالات سياسية واجتماعية
1. تأكيد الهوية المستقلة
تصريحات بريجيت ماكرون تمثل تأكيدًا على رغبتها في الحفاظ على هويتها المهنية المستقلة بعيدًا عن الدور البروتوكولي للسيدة الأولى، وتقديم نموذج للمرأة التي تواصل العمل والعطاء حتى بعد مغادرة الضوء السياسي.
2. استمرار التأثير الاجتماعي
من خلال تمسكها بالمشروع التعليمي، تسعى بريجيت إلى ترسيخ حضورها الاجتماعي كلاعبة مؤثرة في قضايا الشباب والتعليم، حتى بعد انتهاء ولاية زوجها الرئاسية.
3. رد على الجدل الإعلامي
تأتي هذه التصريحات بعد موجة من الجدل الإعلامي حول علاقتها بزوجها، إثر تداول مقطع فيديو أُسيء تفسيره أثناء نزولهما من الطائرة في فيتنام. وقد اعتبر مراقبون أن تصريحاتها الأخيرة رسالة ضمنية بأنها تسعى لتركيز الأنظار على عملها الحقيقي لا على الشائعات.
تحديات المرحلة المقبلة
رغم الحماس الكبير، تواجه مبادرة “LIVE” عدة تحديات أبرزها:
ضمان التمويل واستمرارية المشروع بعد مغادرة الإليزيه.
الحفاظ على الحياد المؤسسي ومنع تسييس المبادرة.
إقناع الرأي العام الفرنسي بأن استمرارها في هذا العمل نابع من قناعة لا من امتياز سياسي.
ورغم هذه التحديات، يرى مراقبون أن تجربة بريجيت ماكرون قد تتحول إلى نموذج ملهم للسيدات الأوائل حول العالم، اللواتي يسعين إلى بناء إرث إنساني واجتماعي يتجاوز فترات الرئاسة.
تصريحات بريجيت ماكرون بأنّها “لن تتخلى عن شغفها أبدًا” ليست مجرد جملة عاطفية، بل إعلان عن مسار جديد يتجاوز السياسة إلى التأثير المجتمعي الحقيقي.
فما بين التعليم، الشغف، والاستقلالية، يبدو أن السيدة الأولى الفرنسية ترسم لنفسها طريقًا مغايرًا — طريقًا يبدأ من القاعات الدراسية، لا من المكاتب السياسية.


