كتب : يسرا عبدالعظيم
باكستان: برنامجنا النووي سيكون متاحاً للسعودية وفق الاتفاق الدفاعي
أعلنت باكستان رسميًّا، عبر وزير الدفاع خواجا محمد آصف، أنه بموجب الاتفاق الدفاعي الاستراتيجي الجديد المُبرم مع السُعودية، فإن قدرات باكستان النووية “ستُتاح” للمملكة إذا دعت الحاجة، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها التي تعلن بها إسلام آباد أنها قد تمد مظلة الردع النووي إلى الرياض.
تم توقيع الاتفاق الدفاعي بين السعودية وباكستان مساء الأربعاء الماضي، حيث ينصّ على أن أي هجوم على أحد البلدين سيُعامل كهجوم على الطرف الآخر.
الوزير الباكستاني أوضح أن القدرات النووية التي تمتلكها باكستان — بعد اختباراتها النووية التي أجريت منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي — ستكون “متاحة” للمملكة حسب بنود الاتفاق عند الحاجة.
رغم هذا التصريح، شدّد أن الاتفاق “دفاعي” بطبعه، وأنه لا يستهدف أي طرف معين، بل يهدف إلى تعزيز الردع المشترك ومنع أي اعتداء محتمل.
يرى المُحللون أن هذا التطور يشكل تغيرًا مهمًّا في ميزان القوى الأمنية في الشرق الأوسط، خاصة مع تزايد التوترات بعد الأحداث الإقليمية الأخيرة.
التحرك قد يُفهم على أنه رسالة تحذير موجهة إلى إسرائيل، الدولة التي تُعدّ القوة النووية المعترف بها في المنطقة، خاصة في ضوء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة وردود الفعل العربية.
لا توجد حتى الآن تأكيدات رسمية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو منظمات الرقابة النووية الدولية بشأن هذا الاستخدام النووي المحتمل ضمن الاتفاق، مما يترك الكثير من التساؤلات القانونية والسياسية.
يُتوقع أن يتم طرح تساؤلات حول مدى توافق هذا الاتفاق مع معاهدات منع انتشار الأسلحة النووية، والالتزامات الدولية التي تفرضها هذه المعاهدات على الأطراف المعنية.
كما سيواجه الاتفاق مراجعة دولية قوية من حيث الشفافية والمراقبة لتأكيد أن القدرات النووية لن تستخدم بصورة تنتهك المعايير الأمنية الدولية أو تُثير سباق تسلح نووي جديد في المنطقة.
من الناحية الداخلية، قد يثير الاتفاق جدلاً سياسيًا في باكستان والسعودية بشأن مدى المخاطر المرتبطة بالمشاركة أو الاعتماد على أسلحة نووية للردع.
إعلان باكستان بأن قدراتها النووية قد تُتاح للسعودية بموجب اتفاق دفاعي يُعدّ خطوة استراتيجية كبيرة لها تداعيات أمنية وإقليمية. هذا الأمر لا يمثل فقط في العلاقات الباكستانية السعودية، بل أيضًا مؤشر على تحول في مفاهيم الأمن الجماعي في الشرق الأوسط، حيث أصبح عدد من الدول يفكر في خيارات ردع جديدة في ظل تصاعد التحديات.


