كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
شهدت مناطق واسعة في أوكرانيا انقطاعًا كبيرًا في التيار الكهربائي، بعدما شنت القوات الروسية سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت منشآت الطاقة الحيوية قرب خطوط المواجهة، ما تسبب في أضرار جسيمة وأثار مخاوف من أزمة إنسانية مع اقتراب فصل الشتاء.
وقالت السلطات الأوكرانية إن أكثر من 60 ألف شخص تضرروا من الانقطاع المفاجئ للكهرباء في مقاطعة زابوريجيا، نتيجة إصابة عدد من محطات توليد ونقل الطاقة بأضرار مباشرة جراء الهجمات الروسية التي وقعت فجر الأحد. وأشارت التقارير إلى أن فرق الطوارئ تعمل على إعادة التيار تدريجيًا، لكنها تواجه صعوبات كبيرة بسبب استمرار القصف الجوي.
وأوضح حاكم الإقليم، إيفان فيدوروف، أن الضربات الروسية استهدفت بشكل متعمد منشآت مدنية حيوية، بما في ذلك محطات الكهرباء والمياه، ما أدى إلى تعطّل خدمات أساسية لآلاف العائلات. وأضاف أن “الانقطاعات ستستمر على نحو متقطع خلال الأيام المقبلة حتى الانتهاء من أعمال الإصلاح وتأمين المواقع المتضررة”.
وفي مدن أخرى، مثل أوديسا وميكولايف، تسببت الهجمات أيضًا في أضرار مادية وسقوط عدد من الجرحى، بينهم أطفال، بعد استهداف أحياء سكنية قريبة من محطات الطاقة. وأعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية أن هذه الهجمات تمثل محاولة روسية واضحة لـ”إغراق أوكرانيا في الظلام والبرد”، عبر ضرب البنية التحتية قبل بدء موسم الشتاء.
من جانبها، أكدت شركة الكهرباء الوطنية “أوكرينيرغو” أن فرق الصيانة بدأت العمل على إصلاح الخطوط المقطوعة رغم المخاطر الأمنية الكبيرة، مشيرة إلى أن عملية استعادة التيار قد تستغرق أيامًا بسبب حجم الأضرار التي لحقت بالشبكة.
وأشار محللون عسكريون إلى أن روسيا باتت تركز مؤخرًا على استهداف شبكة الطاقة الأوكرانية كجزء من حرب استنزاف تهدف لإضعاف القدرة المدنية والعسكرية لكييف. وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن الضربات الروسية شملت أكثر من 800 هجوم خلال الـ24 ساعة الماضية على مناطق متفرقة في البلاد.
ويرى مراقبون أن هذه الهجمات تمثل فصلًا جديدًا في الحرب التي تدخل شتاءها الثالث، إذ تحاول موسكو من خلال الضغط على البنية التحتية الأساسية دفع السكان إلى النزوح وإضعاف الروح المعنوية.
وفي الوقت نفسه، نددت عدة دول غربية بالهجمات الروسية، ووصفتها بأنها “اعتداء ممنهج على المدنيين”. كما دعت مجموعة السبع إلى محاسبة موسكو على ما وصفته بـ“الإرهاب الطاقوي”، مؤكدة دعمها الكامل لكييف في مواجهة موجة القصف الأخيرة.
ومع استمرار العمليات العسكرية واتساع نطاق الدمار، تخشى السلطات الأوكرانية من تفاقم الأوضاع الإنسانية خلال الأسابيع المقبلة، خصوصًا في المناطق الشرقية التي تعاني بالفعل من نقص الوقود والتدفئة والإمدادات الغذائية، ما يضع البلاد أمام شتاء قاسٍ جديد يهدد ملايين الأسر.


