كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عدة مناطق في جنوب قطاع غزة كانت تشهد عمليات بحث مكثفة من قبل كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن جثث محتجزين يعتقد أنهم قضوا خلال الغارات الأخيرة، في خطوة وُصفت بأنها “إعادة تموضع تكتيكي” بعد أسابيع من التصعيد العسكري.
وأفادت تقارير ميدانية بأن القوات الإسرائيلية بدأت في سحب آلياتها من محيط مناطق واسعة في خانيونس ورفح، بعدما شنت عمليات تفتيش وتمشيط واسعة خلال الأيام الماضية، مستخدمة الطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة في محيط الأحياء السكنية التي تعرضت لدمار كبير.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن الانسحاب جاء بعد تقييم أمني داخلي في الجيش الإسرائيلي، حيث اعتبر القادة العسكريون أن البقاء في تلك المناطق لم يعد ذا “جدوى عملياتية” بعد تحقيق الأهداف المحددة، مشيرين إلى أن المرحلة القادمة ستركز على العمليات الجوية والاستخباراتية لتعقب عناصر المقاومة.
في المقابل، أكدت مصادر في غزة أن مقاتلي حماس كثّفوا عملياتهم الميدانية داخل المناطق التي انسحب منها الجيش، بحثًا عن جثث عدد من المحتجزين الذين يُعتقد أنهم قُتلوا خلال القصف الإسرائيلي الأخير، مشيرة إلى أن الحركة تُجري عمليات بحث دقيقة بين الأنقاض وفي الأنفاق التي تضررت بفعل القصف المكثف.
وأضافت المصادر أن فرق الدفاع المدني وفرق الإسعاف تواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى العديد من المواقع بسبب الركام وغياب المعدات الثقيلة، فيما تُواصل العائلات الفلسطينية جهودها لمعرفة مصير المفقودين وسط تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية.
من جهته، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن “الانسحاب لا يعني نهاية العمليات العسكرية في غزة”، مؤكداً أن القوات “ستعود متى تطلبت الضرورة الميدانية”، بينما وصف مسؤولون سياسيون الخطوة بأنها جزء من إعادة توزيع للقوات استعداداً لمرحلة جديدة من القتال.
ويأتي هذا التطور وسط حالة من الترقب الدولي لاحتمال تجدد المفاوضات بشأن تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب.


