كتب : دينا كمال
اليوم العالمي للعمود الفقري.. أضرار الجلوس الطويل ونصائح لتجنبها
يُحتفى سنويًا في 16 أكتوبر بيوم التوعية بصحة العمود الفقري، بهدف نشر الوعي بأهمية الوقاية من آلام الظهر والإعاقات الناتجة عنها، من خلال التثقيف الصحي وتشجيع العادات السليمة مثل الحفاظ على وضعية صحيحة للجسم، وممارسة النشاط البدني المنتظم، وتوفير بيئة عمل مريحة.
شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في مشكلات العمود الفقري، وخاصة آلام الظهر. فبينما كان هذا الألم يصيب في السابق كبار السن أو من يمارسون أعمالًا شاقة، أصبح اليوم يؤثر على الشباب في العشرينيات والثلاثينيات من العمر الذين يعانون من آلام مزمنة في الرقبة والظهر.
وباء الجلوس
أوضح تقرير طبي أن أغلب الأشخاص يقضون ما بين 8 إلى 10 ساعات يوميًا في وضعية الجلوس أمام شاشات الحاسوب، مما يؤدي إلى فقدان الانحناء الطبيعي للعمود الفقري.
ويزن رأس الإنسان نحو 5 إلى 6 كيلوجرامات، إلا أن الميلان للأمام يزيد الضغط على الرقبة ليصل إلى 25 كيلوجرامًا تقريبًا.
وتزداد المشكلة عند الجلوس بوضعية غير صحيحة أثناء استخدام الأجهزة المحمولة على الأريكة أو السرير، ما يؤدي إلى انحناء الرقبة للأمام، وترهل الكتفين، وفقدان دعم أسفل الظهر، ومع مرور الوقت يسبب ذلك إجهادًا عضليًا ومشكلات بالأقراص الفقرية وآلامًا مزمنة.
رقبة الهاتف ظاهرة حقيقية
نستخدم الهواتف ما بين 50 إلى 100 مرة يوميًا، وفي كل مرة ننحني برقابنا للأسفل، وهو ما يشكّل ضغطًا شديدًا على الفقرات العنقية.
وباتت مشكلات الرقبة والظهر التي كانت تقتصر على كبار السن تظهر اليوم بين فئات الشباب بسبب الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية.
النوم عامل مؤثر
تؤثر وضعية النوم على صحة العمود الفقري أيضًا؛ فالنوم على البطن يؤدي إلى انحناء الرقبة لساعات طويلة، كما أن المراتب اللينة جدًا لا تمنح العمود الفقري الدعم الكافي.
ويُعد النوم على الظهر أو الجانب مع وسادة تحافظ على استقامة الرقبة الخيار الأفضل لتجنب الضغط على الفقرات.
نصائح للحفاظ على صحة العمود الفقري
يمكن لتغييرات بسيطة أن تُحدث فارقًا كبيرًا؛ إذ يُنصح بـ:
ضبط شاشة الحاسوب في مستوى العينين.
الجلوس بظهر مسنود وقدمان مستويتان على الأرض.
أخذ استراحة كل 30 إلى 40 دقيقة للحركة والتمدد.
رفع الهاتف لمستوى العين بدلًا من النظر للأسفل.
ممارسة تمارين التمدد اليومية للرقبة والظهر لتحسين المرونة.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يجب عدم تجاهل الألم المستمر، والتوجه للطبيب المتخصص إذا استمر الألم أكثر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، أو في حال الشعور بوخز أو خدر بالأطراف، أو امتداد الألم من الرقبة إلى الذراعين أو من الظهر إلى الساقين، أو عند مواجهة صعوبة في الحركة أو فقدان التوازن.


