كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
في أمسية درامية على ملعب الأمير عبدالله الفيصل، عاش عشّاق كرة القدم السعودية لحظات حافلة بالإثارة حينما تصدّر الزمن الإضافي الإطار الزمني لمباراة بين الأهلي والرياض ضمن منافسات الدوري السعودي للمحترفين.
منذ صافرة البداية، بدا أن الأهلي دخل اللقاء وهو يسعى لتأكيد جدارته وطموحه في المنافسة على المراكز المتقدمة، فحاول منذ اللحظة الأولى السيطرة على مجريات اللعب وبناء الهجمات من العمق. الرياض، من جانبه، اعتمد على التمركز الجيد وسرعة المرتدّات، في محاولة لإرباك خط دفاع بطل جدة.
وتحقّق الهدف الأول للأهلي بعد مجهود جماعي بدأ من العمق وانتقل الى الجناح الأيسر، ليفضّله التمرير الحاسم إلى المهاجم الذي أودع الكرة في الشباك الدقيقة 67 وسط تصفيق من الجماهير. لكن الفرحة لم تدم طويلاً، إذ رفض الرياض تسجيل استسلامه، وحاول تعديل النتيجة بتغييرات تكتيكية من مدربه واستغلال بعض الهفوات الدفاعية لدى المنافس.
وقبل أن تختتم المباراة بزمنها الأصلي، ظهرت لمحة أمل لَفريق الرياض في الدقيقة 88 عندما تسلّم الكرة داخل منطقة الجزاء خلف خط الدفاع، وسدّد هجمة مُتقنة أسفرت عن هدف التعادل الذي أشعل الحماس في المدرّجات.
وفيما خيّم الصمت على جماهير الأهلي، بدا أن الأخير استعان بتجربته وخبرته في اللحظات الحاسمة لاستعادة زمام المبادرة، غير أن الوقت الإضافي (الـ +90) كان مسرحاً لردّ غير متوقّع. ففي الدقيقة 91، انفرد مهاجم الأهلي بحارس الرياض، لكنه تأخّر في التسديد فارتدت الكرة للمنافس الذي شنّ هجمة مرتدة خاطفة، فشل دفاع الأهلي في التغطية الصحيحة، وسجّل الرياض هدفاً مذهلاً مضاداً بهدف منسّق سريعا ودُهِش الجمهور ولحظات الفرحة تحوّلت إلى ذهول.
بهذا التعادل الغريب — رغم سيطرة نسبية للأهلي وإنتاج هجومي أفضَل — ترك الفريق نقطتين ثمينتين في سباق الدوري، فيما رفع الرياض رأسه بخروج إيجابي من معركة كانت تبدو صعبة قبل أن تحمل نهاية مثيرة.
من المؤكد أن مدرب الأهلي سيُراجع أداء فريقه، خاصةً في الاستيعاب الدفاعي للضغوط في الدقائق الحرجة، فيما يُحتفل مدرب الرياض وبديلهون بإثبات أن الفريق قادر على المنافسة والعودة تحت أي ضغط.
وعلى صعيد المنافسة، يدلّ هذا اللقاء على أن الدوري السعودي يدخل مرحلة يُعاد فيها قراءة ترشّح الفرق للبطولات والفوز، في ظل ظهور مفاجآت وانعطافات لم تكن متوقعة.


