كتب : يسرا عبدالعظيم
المغرب والجزائر: القوة الذكية مقابل الردع الكمي.. قراءة في استراتيجيات الإنفاق العسكري
كشف تقرير تحليلي حديث نشرته منصة “ديفينسا” المتخصصة في الشؤون الدفاعية، عن الفروقات الجوهرية في استراتيجيات الإنفاق العسكري بين المغرب والجزائر، في ظل التوتر الإقليمي المستمر بين البلدين.
وأوضح التقرير أن المغرب يعتمد نهجًا يُوصف بـ”القوة الذكية”، مع تركيز على التحديث النوعي والتكنولوجيا المتقدمة، خاصة عبر شراكات استراتيجية مع الولايات المتحدة وإسرائيل. ويبرز التقرير أن المغرب يسعى أيضًا لبناء استقلالية صناعية تدريجية من خلال التعاون مع الهند وتركيا، ما يعكس استثمارًا طويل الأمد في القدرات العسكرية إلى جانب تعزيز الاقتصاد الوطني.
في المقابل، تشير الدراسة إلى أن الجزائر تمضي في استراتيجية قائمة على “الكتلة والردع”، حيث تركز على الحفاظ على جيش ضخم وتجهيزه المستمر. هذه الاستراتيجية، رغم منحها تفوقًا عدديًا واضحًا، تفرض عبئًا اقتصاديًا كبيرًا على الدولة، خاصة مع اعتماد الميزانية الوطنية على تقلبات أسعار النفط والغاز، المصدرين الرئيسيين للإيرادات.
ويخلص التقرير إلى أن كلا البلدين يسلكان مسارات مختلفة في تحديث القوات المسلحة: المغرب يعتمد على الجودة والتكنولوجيا والشراكات الدولية، فيما تحافظ الجزائر على القوة العددية والردع التقليدي، ما يعكس أولويات سياسية وعسكرية متباينة وأثرًا مباشرًا على الاقتصاد الوطني لكل منهما.


